Tafsir Ayat Dari Al-Quran

Muhammad ibn Abd al-Wahhab d. 1206 AH
117

Tafsir Ayat Dari Al-Quran

تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

Penyiasat

الدكتور محمد بلتاجي

Penerbit

جمعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

Nombor Edisi

بدون

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

النوع الرابع: أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له، لكنه على عمل يكفره كفرا يخرجه عن الإسلام، مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله، وتصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شرك أكبر أو كفر أكبر يخرجهم عن الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام وتمنع قبول أعمالهم؛ فهذا النوع أيضا قد ذكر في الآية عن أنس بن مالك وغيره. وكان السلف يخافون منه كما قال بعضهم: لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت لأن الله يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ ١. فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والمال ما حمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله أو أكثره، فصارت الدنيا أكبر قصده; فلذلك قيل قصد الدنيا، وصار ذلك القليل كأنه لم يكن كقوله ﷺ "صل فإنك لم تصل ٢"، والأول أطاع الله ابتغاء وجهه لكن أراد من الله الثواب في الدنيا; وخاف على الحظ والعيال مثل ما يقول الفسقة، فصح أن يقال: قصد الدنيا. والثاني والثالث واضح لكن بقي أن يقال: إذا عمل الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصوم.

١ سورة المائدة آية: ٢٧. ٢ الحديث رواه البخاري (في كتب الأيمان والأذان والاستئذان) ومسلم (في كتاب الصلاة) وأبو داود (في كتاب الصلاة) والترمذي (كتاب المواقيت) والنسائي (افتتاح) والدارمي (صلاة)، كما رواه أحمد في مسنده جـ ٢ ص ٤٣٧.

1 / 122