Tafsir and the Exegetes
التفسير والمفسرون
Penerbit
مكتبة وهبة
Lokasi Penerbit
القاهرة
Genre-genre
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيًا ... ولكن لا حياة لمن تنادى
ويبيِّن ذلك أنه تعالى ذَمَّهم، ولو كان هو المانع لهم لما ذَمَّهم، وأنه ذكر فى جملة ذلك الغشاوة على سمعهم وبصرهم، وذلك لو كان ثابتًا لم يؤثر فى كونهم عقلاء مُكلَّفين.
والجواب الثانى: أن الختم علامة يفعلها تعالى فى قلوبهم، لتعرف الملائكة كفرهم وأنهم لا يؤمنون فتجتمع على ذَمَّهم، ويكون ذلك لطفًا لهم، ولطفًا لمن يعرف ذلك من الكفار أو يظنه، فيكون أقرب إلى أن يقلع عن الكفر. وهذا جواب الحسن ﵀، ولهذا قال تعالى: ﴿غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾ [البقرة: ٧] ".
ومثلًا فى سورة الأعراف يقول فى (ص ١٤٠) ما نصه: "مسألة - وربما قيل فى قوله تعالى: ﴿مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتدي وَمَن يُضْلِلْ فأولائك هُمُ الخاسرون﴾ [الأعراف: ١٧٨] أليس ذلك يدل على أنه يخلق الهدى والضلال؟ وجوابنا: أن المراد: منَ يهد الله إلى الجنة والثواب فهو المهتدى فى الدنيا. ومَن يُضلل عن الثواب إلى العقاب فأُولئك هم الخاسرون فى الدنيا، وسبيل ذلك أن يكون بعثًا من الله تعالى على الطاعة. وكذلك قوله تعالى: ﴿مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ﴾ [الأعراف: ١٨٦] المراد: مَن يُضلله عن الثواب فى الآخرة فلا هادى له إليه، وإن كنا قد أزحنا العِلَّة وسهَّلنا السبيل إلى الطاعة".
ومثلًا فى سورة الحج يقول فى (ص ٢٤٠، ٢٤١) ما نصه: "مسألة - وربما
1 / 281