Tafsir and Interpretation in the Quran
التفسير والتأويل في القرآن
Penerbit
دار النفائس
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م
Lokasi Penerbit
الأردن
Genre-genre
وقول أسامة بن زيد ﵁ بعد ذكر الآية: وكان النبيّ ﷺ يتأوّل العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم.
فكيف كان تأويل رسول الله ﵊؟
لقد كان تأويله فيهم هو التطبيق العمليّ للآية التي أمرته بالعفو والصفح، والتنفيذ الفعليّ لمضمونها، حيث كان يعفو ويصفح فعلا، حتى أنزل الله آيات بعد ذلك تأذن له بقتالهم.
إن تأويله الفعليّ للآية ليس مجرد فهمها وتفسيرها نظريا، ولكنه تحقيقها في عالم الواقع، وبيان مآلها العملي والواقعي.
٢ - روي الامام البخاري في تفسير سورة النصر عن عائشة ﵂ قالت: كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده:
سبحانك اللهمّ ربّنا وبحمدك. اللهمّ اغفر لي، يتأوّل القرآن.
وفي رواية أخرى عنها قالت: «ما صلّى النبي ﷺ صلاة، بعد أن نزلت عليه إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ إلا يقول فيها: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» (١).
إنّ ما ترويه عائشة عن رسول الله ﷺ، كان تأويلا منه للقرآن.
وتأويله للقرآن كان تأويلا عمليا، وتنفيذا وتطبيقا للأمر الذي أمره الله به.
أنزل الله عليه سورة النصر، وأمره فيها بتسبيح الله وحمده واستغفاره:
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ، ورَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ، إِنَّهُ كانَ تَوَّابًا.
فكيف نفذ الرسول ﵊ هذه الأوامر الربانية: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ؟
لقد جعلها في صلاته، ونفذها عمليا،
فكان كثيرا ما يقول في ركوعه
(١) صحيح البخاري: ٦٥ كتاب التفسير: ١١٠ سورة النصر: حديثان: ٤٩٦٧، ٤٩٦٨.
1 / 148