291

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Penerbit

دار الثريا للنشر

Genre-genre

﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)﴾ ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا﴾ يعني هذا الإنسان الذي كان خصيمًا مبينًا ضرب مثلًا لله ﷿، يريد التعجيز والإنكار، وتقرير نفيه، وهذا المثل يبينه بقوله: ﴿قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)﴾ ولهذا جاءت الجملة مفصولة عما سبق؛ لأنها وقعت بيانًا لمبهم في قوله: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا﴾.
﴿وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ يعني ابتداءخلقه، أنه خلق من ماء مهين، فكان هذا الإنسان الخصيم المبين، والجملة في قوله: ﴿وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ جملة يحتمل أن تكون جملة خبرية، ويحتمل أن تكون جملة حالية، أي: وقد نسي خلقه، يعني أنه في ضرب المثل قد نسي أصله، وهو أنه من مني ثم كان إنسانًا سويًّا خصيمًا مبينًا.
المثل بيّنه بقوله: ﴿قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)﴾ يقول المؤلف ﵀: [ونسي خلقه من المني وهو أغرب من مثله]. لأن مثله الذي ضربه إعادة شيء كائن، وخلقه من المني ابتداء خلق، وأيهما أشد امتناعًا لو كان فيه امتناع على الله تعالى؟ الابتداء، ولهذا قال الله ﷿: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ (^١) فإذا كان كذلك فإن الإنسان الخصيم المبين يكون ضالًّا من وجهين:
الوجه الأول: استغرابه قدرة الله ﷿ على الإعادة.
الوجه الثاني: نسيانه أول الخلق، حيث نسي أنه خلق من

(^١) سورة الروم، الآية: ٢٧.

1 / 292