216

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Penerbit

دار الثريا للنشر

Genre-genre

عليهم؛ لأنهم السالكون له، وأضافه إلى نفسه؛ لأنه هو الذي وضعه لعباده، وهو موصل إليه، كما تقول: هذا طريق مكة، أي: الموصل إلى مكة، وتقول: هذا طريق فلان -إذا كان هو الذي وضعه للناس وشقه لهم-، أو هو الذي سلكه ومشى عليه. الفوائد: ١ - من فوائد الآية الكريمة: أن الله ﷾ يحب الأعذار من نفسه، أي: يحب أن يقيم العذر لنفسه؛ لتقوم الحجة على خلقه لقوله: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ﴾ فإن من عهد إلينا أن لا نعبد الشيطان وأن نعبده وحده، قد أقام علينا الحجة، وأقام العذر لنفسه وهذا كقوله تعالى: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ (^١). ٢ - من فوائدها: إثبات رحمة الله ﷿ بالخلق، حيث لم يجعل إخلاصهم له موكولًا إلى عقولهم، بل عهد بذلك إليهم على ألسنة الرسل -عليهم الصلاة والسلام- لأن الله لو جعل الإخلاص موكولًا إلى العقول لاختلفت العقول في ذلك اختلافًا كثيرًا؛ لأن الأهواء لا تنضبط، فجعل الله ﷿ ذلك مما تكفل به هو نفسه لعباده، ففيه إثبات رحمة الله ﷿ بهذا العهد الذي عهد به إلى عباده. ٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي التصفية قبل التحلية؛ أو يقال التخلية قبل التحلية لأنه قال: ﴿لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ هذا تخلية ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي﴾ تحلية، يعني نفي وإثبات،

(^١) سورة النساء، الآية: ١٦٥.

1 / 217