86

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Penerbit

دار الثريا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

والمعنى لا يمنعه، فكلٌّ من الجبال والطير أواب إلى داود بمعنى مطيع له، وبمعنى آخر بالنسبة للطير أنها ترجع إليه بعد أن تذهب لتقوم بقوتها ثم تعود إليه. الفوائد: ١ - بيان أن الأمور كلها بيد الله لقوله: ﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ﴾ أي: ذللناها، والجبال خلق عظيم لا يستطيع أحد أن يؤثر فيه، ولكن الله تعالى بقدرته يسخرها ويذللها. ٢ - ومن الفوائد أيضًا: أن للجماد إرادة، يدل عليه قوله: ﴿يُسَبِّحْنَ﴾ لأن التسبيح لا بد أن يكون بإرادة، ويدل على ذلك قوله: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ ويترتب على هذه الفائدة ردُّ قول من يقول: إن قوله تعالى: ﴿جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ﴾ [الكهف: ٧٧] فيه مجاز حيث قالوا: إنه لا إرادة للجدار، ونحن نقول: بل له إرادة، لأن الله تعالى أثبت له الإرادة. ٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن كل شيء خاضع لأمر الله، الطير التي تسبح في الهواء خاضعة لأمر الله، وهذا هو ما أكده الله في قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ﴾ [الملك: ١٩]. ٤ - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الجبال والطير تسبح مع داود ﵇ وترجّع معه؛ لقوله: ﴿كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩)﴾ أي: كل

1 / 91