200

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Penerbit

دار الثريا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

عنها، ولا يبغي عنها حولًا، ولا يرى أن لغيره فضلًا عليه، كلّ واحد من أهل الجنة يرى أنه لا فضل لأحد عليه، وهذا هو تمام النعيم، لأن الإنسان إذا رأى أن غيره أفضل منه احتقر ما أعطاه الله، ولهذا قال النبي ﷺ: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم" (^١).
قال: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (٥٠)﴾ مفتحة ولم يقل: مفتوحة، وذلك لكثرة الفاتحين أو لكثرة الأبواب أو لهما جميعًا. فعلى الأول كثرة الفاتحين، يكون المعنى أن لهم خدمًا كثيرين يفتحون لهم الأبواب، وعلى الثاني يدل على أن أبوابها كثيرة لكثرة من يدخلها. ومن المعلوم أن أبواب الجنة الأصلية الكبيرة ثمانية، ولكن هناك غرف في وسط الجنة تجري من تحتها الأنهار لها أبواب فتفتح لهم الأبواب.
﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا﴾ أي: في هذه الجنات، والاتكاء يدل على الهدوء والطمأنينة وعدم القلق، وأيضًا يدل على أن الإنسان ذو سلطان يُخدمَ ولا يَخدِم. وقوله: ﴿فِيهَا﴾ أي: في الجنات. وبيَّن المؤلف على أي شيء يتكئون فقال: [على الأرائك]، كما جاء ذلك في آيات أخرى.
﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ﴾ يدعون، أي: يطلبون يعني يقولون: هاتوا فاكهة ﴿كَثِيرَةٍ﴾ كثيرة النوع وكثيرة العين، أي:

(^١) أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، حديث رقم (٢٩٦٣) (٩).

1 / 205