143

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Penerbit

دار الثريا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

قال: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ﴾ وهبنا: أعطينا. ووصف الله ذلك بأنه هبة، لأنه محض فضل منه لا يحتاج منا إلى شيء. قال الله تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا﴾ [الشورى: ٤٩ - ٥٠] إذًا وهبنا لداود: أعطيناه هبة فضلًا منا. وقوله: ﴿سُلَيْمَانَ﴾ لم ينوّن، لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية، ولزيادة الألف والنون. وداود: ممنوع من الصرف للعجمية والعلمية. قال المؤلف: [﴿سُلَيْمَانَ﴾ ابنه]، من أين عرف المؤلف أنه ابنه؟ ألا يجوز أن يكون المراد وهبنا لداود سليمان يعني خادمه؟ الجواب: لا؛ لأنّ الله ﷾ سمّى الأولاد هبةً في قوله تعالى: ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا﴾ يعني: يصنِّفهم ذكرانًا وإناثًا ﴿وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا﴾ [الشورى: ٥٠]. قال: ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾ أي: سليمان، ونعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح، والجملة أُتي بها للمدح والثناء، وعلى نقيضها (بئس) فإنهّا كلمة لإنشاء الذمّ. وقوله: ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾ المعروف أنّ (نعم أو بئس) تحتاج إلى فاعل، ومخصوص بالمدح في (نعم)، والذم في (بئس)، ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾ العبد: هو الفاعل، نعم في الماضي والعبد فاعل والمخصوص بالمدح: إمّا أن نقدره اسمًا ظاهرًا، أو ضميرًا.

1 / 148