214

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الآية (٤٦)
* * *
* قَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص: ٤٦].
* * *
قَالَ المُفَسِّرُ ﵀: [﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ﴾: الجَبَلِ، ﴿إِذْ﴾ حِينَ ﴿نَادَيْنَا﴾ مُوسَى: أَنْ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴿وَلَكِنْ﴾ أَرْسَلْنَاكَ ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ يَتَّعِظُونَ].
قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ﴾، هذا خبرٌ آخَرُ غيرُ الخبر الأول الذي فيه ابتداءُ الوحي؛ لأَنَّ اللَّهَ تعالى بعدما أهلك القرونَ الأُولى وَعَد موسى ثلاثين ليلة، وأتَمَّها بِعَشْرٍ، واختار مَن اختار مِن قومه، ثم ذهب إلَى اللَّه ﷾ لمُنَاجَاتِه، وإنزال التَّوراة عليه، يَقُول اللَّه تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ﴾، ﴿بِجَانِبِ﴾ أي: جهة الطور، أو قُرب الطُّور، والطُّور: هو الجَبل المعروف في سيناء، ﴿إِذْ﴾ حين، أفاد المُفَسِّر ﵀ بأن ﴿إِذْ﴾ هنا ليست تعليلية، ولكنَّها ظرفية، وهي ظرفٌ لِمَا مضي مِن الزَّمان، و(إذا) ظرف لما يُستقبَل، و(إذن) ظرفٌ للحاضر، وبهذا استُكملت الظروف الثَّلاثَة.
قوله تعالى: ﴿إِذْ نَادَيْنَا﴾ موسى أَنْ خُذِ الكتَابَ بقوَّة، هذا وَهَمٌ مِنَ المُفَسِّر ﵀؛ لأَنَّ اللَّهَ تعالى قال لبَني إسرَائيلَ: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾ [البقرة: ٦٣]، ودَعْنَا نتأملُ بَعْدُ في قَوْلِهِ ﵎: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً

1 / 218