166

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

بسبب ما معكما مِنَ الآيَاتِ، وَهَذَا المَعْنَى هُوَ الصَّحِيحُ لأسباب؛ أولًا: لِأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرٍ؛ ولأنَّ التَّقْدِيرَ لَابُدَّ أَنْ تسبِقَه مرتَبَتَان:
المرتبة الأولى: إثبات أَنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا، وهو يُعْرَفُ بكون المَعْنَى لَا يَسْتَقِيمُ بِدُونِ تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ.
المرتبة الثَّانية: إثبات أَنَّ تَقْدِيرَ المحذوف هو ذاك، وهذا يُعيِّنه السِّياق؛ لأن السِّياق هُوَ الَّذِي يُعيِّن نوعَ المحذوفِ.
فَإِذَا كَانَ الْكَلَامُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى هَذَا التَّقْدِيرِ، فالأفضل عدمُ التقدير، وَهَذِهِ الآيَةُ معناها واضحٌ جدًّا عَلَى الْقَوْلِ بعدم التقدير، والمعنى هو: نجعل لكما سلطانًا بسبب آياتِنا التي معكما، ﴿فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا﴾.
وَهَذَا المَعْنَى أَيْضًا أوضحُ مما قَدَّره المُفَسِّر وغيرُه؛ لِأَنَّهُ فِي الْحَقِيقَةِ يَقُولُ تعالى: ﴿بِآيَاتِنَا﴾ والآيات هنا جمعٌ، وَقَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ﴾ [القَصَص: ٣٢]، فاللَّه ﷿ قد أرسلهما بآيتين، ولذلك فالصَّواب هُوَ أَنَّ الآيَةَ موصولٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَيَكُونُ تَقْدِيرُ قَوْلِهِ ﵎: ﴿وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا﴾: ونجعل لكما سلطانًا بآياتنا، فلا يَصِلُون إليكما.
وَزَعَمَ بَعْضُ المُعْربِين أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿بِآيَاتِنَا﴾ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: ﴿الْغَالِبُونَ﴾، وَهَذَا فِي المَعْنَى قَرِيبٌ مِما ذَكَرْنَا، أي: أنتما ومَن اتَّبَعَكما الغالبون بآياتنا.
والغالب فِي الآيَاتِ هُوَ الَّذِي جُعِلَ لَهُ بِهَا سلطان، ويقول عَلَى هَذَا: فلا يصلون إليكما أنتما، ومَن اتَّبَعَكُما الغالبون بآياتنا.
وَهَذَا لَا شَكَّ أنه أَحْسَنُ مِن تقدير المُفَسِّر ﵀؛ لِأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى حَذْفٍ؛

1 / 170