250

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Penerbit

دار الثريا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

تجيء مثل فلق الصبح حُبب إليه الخلاء، يعني أن يخلو بنفسه ويبتعد عن هذا المجتمع الجاهلي، فرأى ﵊ أن أحسن ما يخلو به هذا الغار الذي في جبل حراء وهو غار في قمة الجبل لا يكاد يصعد إليه الإنسان القوي إلا بمشقة، فكان يصعده ﵊ ويتحنث، يتعبد لله ﷿ بما فتح الله عليه في هذا الغار الليالي ذوات العدد، يعني عدة ليال، ومعه زاد أخذه يتزود به من طعام وشراب، ثم ينزل ويتزود لمثلها من أهله، ويرجع ويتحنث لله ﷿، إلى أن نزل عليه الوحي وهو في هذا الغار، أتاه جبريل وأمره أن يقرأ فقال: «ما أنا بقارىء» ومعنى «ما أنا بقارىء» يعني لست من ذوي القراءة، وليس مراده المعصية لأمر جبريل، لكنه لا يستطيع، ليس من ذوي القراءة، إذ أنه ﷺ كان أميًّا كما قال الله تعالى: ﴿فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي﴾ [الأعراف: ٥٨] . وقال تعالى: ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولًا منهم﴾ [الجمعة: ٢] . فكان لا يقرأ ولا يكتب، وهذا من حكمة الله أنه لا يقرأ ولا يكتب، حتى تتبين حاجته وضرورته إلى هذه الرسالة، وحتى لا يبقى لشاك شك في صدقه، وقد أشار الله إلى هذه في قوله: ﴿وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذًا لارتاب المبطلون﴾ [العنكبوت: ٤٨] . قال له: «ما أنا بقارىء» فغطه مرتين أو ثلاثًا، ثم قال له ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم.
علم الإنسان ما لم يعلم﴾ خمس آيات نزلت فرجع بها النبي ﷺ يرجف فؤاده من الخوف والفزع حتى أتى إلى خديجة، وحديث الوحي وابتداءه موجود في أول صحيح البخاري (^١) من أحب

(^١) تقدم تخريجه أول السورة

1 / 256