112

Tafsir Al-'Uthaymeen: Faatir

تفسير العثيمين: فاطر

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وإلَّا فالواجب علينا نحو هذه الأُمُور ألَّا نَخْرُجَ عن ظاهِرِ كَلَام الله؛ لأنَّ الله تعالى هو الخالِقُ، والخالِقُ أَعْلَمُ بما خلق من غَيْرِهِ، وهذا مسلَّم، ولأنَّ كَلَام الله ﷿ أَوْضَحُ الكَلَامِ وأَبْيَنُه، فلا يُمْكِن أن يكون فيه شَيْءٌ من التَّعْقيدِ لا اللَّفْظِيِّ ولا المَعْنَوِيِّ، فهو واضحٌ في معناه وظاهِرٌ؛ ولأنَّ كَلَام الله ﷿ أَصْدَقُ الكَلَام، فلا يُمْكِنُ أن يُخْبِرَنا الله ﷿ بأمرٍ لم يَكُن، أو بأمرٍ يكونُ الواقِعُ على خلافه؛ ولأنَّ الله ﷿ أَحَبُّ أَحَدٍ يكونُ البيانُ إليه؛ يعني أَنَّه يُحِبُّ البيانَ لعباده أكْثَرَ من أي أَحَد، واقرأ قَوْله تعالى: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا﴾ [النساء: ١٧٦]، وما أَشْبَهَها من الآيات الدالَّةِ على أنَّ الله ﷿ يريدُ أن يُبَيِّن لعِبادِهِ ما يَهْتَدون به، فإذا كان ﷾ هو أَحَبُّ من تَكَلَّم بالبيان، أو هو أَحَبُّ مَن يكون البيانُ إليه أَحَبَّ، وهو الله ﷿، فإنَّ الله تعالى لا يُمْكِن أن يقول في كَلَامِهِ ما ليس فيه بيانٌ لنا.
إذن: فنحن نُكَذِّبُهم ونقول: كَذَبْتُم أن يكون تعاقُبُ اللَّيْلِ والنَّهَار من أجل دَوَرانِ الأَرْضِ، بل تَعَاقُب اللَّيْل والنَّهَار من أجل دَوَرانِ الشَّمْسِ على الأَرْض، ولا غَرَابَةَ بذلك، هم يقولون: كيف أنَّ الكَبيرَ يَدورُ على الصَّغيرِ، نقول: ليس هناك مانِعٌ، نحن معكم أنَّ الشَّمْسَ أَكْبَرُ من الأَرْض، لكن ما المانِعُ من أن يكون الجِرْمُ الكَبيرُ هو الذي يدورُ على الصغير؟ !
ونحن إذا نَظَرْنا إلى القُرْآنِ وَجَدْنا أنَّ الله ﷾ يُضيفُ هذه الحَرَكَة إلى الشَّمْسِ نَفْسِها، وكذلك إذا نَظَرْنا إلى السُّنَّة، ففي القُرْآن يقول الله تعالى: ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ﴾ [الكهف: ١٧]، وفي القُرْآن يقول الله تعالى: ﴿إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ [ص: ٣٢] أي: الشَّمْسُ، وفي القُرْآن يقول: ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ

1 / 116