Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

Muhammad ibn Saalih al-Uthaymeen d. 1421 AH
158

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الآية (٢٠) * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾ [الزمر: ٢٠]. قال تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ هذا الاستِدراكُ من أحسَن ما يَكون؛ فلمَّا قال تعالى: ﴿أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي﴾ استَدرَك هذه الحالَ، أَعنِي: حالَ مَن لا يَدخُل النار، فقال تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...﴾ إلخ. لكن هنا لا تَعمَل؛ لأنها مخُفَّفة، وإذا خُفِّفَت تَكون لمُجرَّد العَطْف فقَطْ، ومَعناها: الاستِدْراك، وعليه يَكون ﴿الَّذِينَ﴾ مُبتَدَأ، وخبَرُه جُملة ﴿لَهُمْ غُرَفٌ﴾. وقال المُفَسِّر ﵀: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ﴾ بأن أَطاعوه فأَفادَنا المُفَسِّر ﵀ بأن التَّقوى هي الطاعة، وأَجمَع ما قِيل في التَّقوى: أنها طاعة الله ﷿ بامتِثال أَمْره، واجتِناب نَهيِه؛ لأنه أَمَر ونهَى لا للهَوى؛ ولهذا مَن أَطاع الله تعالى لمُجرَّد الهوى لا يَكون كمَن أَطاع الله تعالى؛ لأن الله تعالى أمَر أو نَهَى، هناك كثيرٌ من الناس يُطيع الله تعالى؛ لأن نَفْسه تَهْوى ذلك، لكن الطاعة الحقيقية هي التي يَكون الباعِث عليها امتِثال أمر الله تعالى تَرْكًا للمَنهِيَّات وفِعْلًا للمَأمورات. وقوله تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ﴾: ﴿اتَّقَوْا رَبَّهُمْ﴾ إشارة إلى أن تَقواهم مَبنِيَّة

1 / 162