Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar
تفسير العثيمين: الزمر
Penerbit
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٦ هـ
Lokasi Penerbit
المملكة العربية السعودية
Genre-genre
يعني: جميع العباد، كما قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ﴾ [لقمان: ٣٣]، وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [النساء: ١]، والآيات كثيرةٌ في تَوْجيهِ الأَمْر بالتَّقْوى إلى جميع النَّاس، والكافر محتاجٌ للتَّقْوى؛ كما أنَّ المؤْمِنَ كذلك؛ فقول المُفَسِّر ﵀: [يَدُلُّ عليه] فيه نظر، ففي حكم المُفَسِّر ﵀ نَظَرٌ، وفي الاستدلال لهذا الحُكْم نَظَرٌ. وقوله: ﴿فَاتَّقُونِ﴾ غريبٌ أن تأتي النونُ مع فِعْلِ الأمر، والمعروف أنَّ فِعْل الأمر المقرون بواو الجماعَةِ أو ألفِ الاثْنَينِ أو ياء المخاطبة تُحْذَفُ منه النون؛ وهذه النونُ هي للوِقايَة؛ وأَصْلها: فاتَّقُونِي؛ والدليل: كَسْرُ النون؛ لأنَّها لو كانت نونَ الرَّفْعِ لكانت بِفَتْحِ النون، فإنَّ نون الرفع تكون مَفْتوحَةً.
ومن مثال ذلك أيضًا: قوله ﵎ في سورة الأنبياء: ﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾ [الأنبياء: ٣٧] بعض الطَّلَبَة يُشْكِل عليه كيف قال: (لا تَسْتَعْجِلونِ) لا الناهية، وتأتي النون مع النَّاهِيَة؟ نقول: النون هنا للوِقَايَة بدليلِ أنَّها مَكْسُورة، ولو أنَّكَ واصلتَ فقلت: فلا تَسْتَعْجلونِي وَجَبَ الكَسْرُ، وكذلك في سورة الذَّارياتِ قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ﴾ [الذاريات: ٥٩]؛ فالنون هنا للوِقايَة وليست نونَ الرَّفْع.
أمَّا قوله تعالى: ﴿يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ فقد سبق معنى التَّقْوى مرارًا، فلا حاجة لإعادتها؛ ومن جملة التقوى تَرْكُ الكُفْر؛ لأنَّ التقوى اتخاذ الوِقايَة من عذاب الله؛ ومن جُمْلَتِها الإيمانُ؛ ولهذا جاءت الآية: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ﴾ [لقمان: ٣٣] ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ أي: عمومًا؛ وجاءت آية أخرى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ
1 / 140