Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

Muhammad ibn Saalih al-Uthaymeen d. 1421 AH
82

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٧ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وفَهِمْنَا أن المُفسِّر ﵀ قصَّرَ في تفسيرِ الآيةِ في قولِهِ: ﴿فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ﴾ حيث خَصَّهَا بالمؤمنين بالوَلايةِ الخاصَّةِ، وقَصَّرَ أيضًا في قولِهِ: [﴿فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ يومَ القيامةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ] هذا أيضًا قُصُورٌ، والصوابُ: أن حُكْمَه إلى اللهِ في الدنيا والآخرةِ. ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ ﴿ذَلِكُمُ﴾ ويمرُّ بنا كثيرًا (ذلك) فلماذا تختلفُ الكافُ من موضعٍ إلى موضعٍ؟ فالجوابُ: أن الكافَ بحسبِ المخاطَبِ، واسمُ الإشارةِ بحَسَبِ المشارِ إليه، فإذا أَشرْتَ إلى مفردٍ مذكَّرٍ مخاطبًا مفردًا مذكرًا تقولُ: ذلك. وإذا أشرْتَ إلى اثنين مخاطبًا اثنين تقولُ: ذانكما. وإذا أشرْتَ إلى أُنْثَى مخاطِبًا ذَكَرًا تقولُ: تلك؛ لأنَّ الإشارةَ إلى الأنثى بالتاءِ. وإذا أشرتَ إلى أنثى مخاطبًا أُنْثَيَيْنِ تقولُ: تلكما. إذن اسمُ الإشارةِ بحسَبِ المشارِ إليه، والكافُ بحسَبِ المخاطَبِ. هنا قوله: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي﴾ اسمُ الإشارةِ بحسَب المشارِ إليه؛ لأنَّه يُشيرُ إلى لفظِ الجلالةِ ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ﴾ واحدٌ ويخاطبُ جماعةً ﴿ذَلِكُمُ﴾، ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي﴾، ﴿ذَلِكُمُ﴾ مبتدأٌ، و﴿اللَّهُ﴾ عطفُ بيانٍ ﴿رَبِّي﴾ خبرُ المبتدأِ. يعني: أن الرسولَ ﷺ يجبُ أن يُعْلِنَ لهؤلاء أن اللهَ تعالى رَبُّهُ، وأنه لا رَبَّ له سواه، وإنما قلنا: إنه لا ربَّ له سواه؛ لأنَّ كلًّا من طرفَي الجملةِ مَعْرِفةٌ، وإذا كانت الجملةُ قد عُرِّف طرفاها دَلَّت على الحَصْرِ، لو سأَلَنَا سائلٌ: بِمَ تَعَلَّقَتِ الكلمةُ ﴿عَلَيْهِ﴾؟ قلنا: تَعَلَّقَتْ بـ ﴿تَوَكَّلْتُ﴾، وبم تَعَلَّقَتْ (إليه)؟ قُلْنا: بـ ﴿أُنِيبُ﴾؛

1 / 86