303

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٧ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الآية (٤٢)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشُّورَى: ٤٢].
* * *
قال المفسِّرُ ﵀: [﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ﴾ يَعْمَلُونَ ﴿فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ بالمعاصِي ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ مُؤْلِمٌ].
قولُهُ: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ﴾ هذه الجُمْلَةُ فيها أداةُ حصرٍ وهي (إنَّما)، والحَصْرُ إثباتُ الحُكْمِ في المذكورِ، ونفْيُه عمَّا سواه؛ فكأَنَّه قال: لا سبيلَ إلَّا على هؤلاء ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ﴾ يعني: الطَّريقَ إلى اللَّوْمِ والقَدْحِ والمؤاخَذَةِ ﴿عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ﴾ سواءٌ بأموالهِم أو دمائِهِم أو أعراضِهِم؛ فإنَّ النَّبيَّ ﷺ أَعْلَنَ في حَجَّةِ الوداعِ؛ فقال: "إنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ" (^١) فَظُلْمُ النَّاسِ يدورُ على هذه الأشياءِ الثَّلاثةِ: الدِّماءِ، والأموالِ، والأعراضِ. فمن اغتاب أحدًا فقد ظَلَمَه، ومن أخذ مَالَهُ فقد ظَلَمَه، ومن خانَه في معامَلةٍ بينه وبينه فقد ظَلَمَه، وهذه لا حَصْرَ لأمثِلَتِها، المُهِمُّ أنَّ الَّذين يظلِمون النَّاسَ عليهم اللَّومُ.
وقولُهُ: ﴿وَيَبْغُونَ﴾ فَسَّرَها المُفَسِّرُ بقولِهِ: [يعملون] وكأنَّه تحاشى أن يَجْمَعَ بين

(^١) أخرجه البخاري: كتاب الحج، باب الخطبة أيام منى، رقم (١٧٤١)، ومسلم: كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء، رقم (١٦٧٩)، من حديث أبي بكرة ﵁.

1 / 307