Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

Muhammad ibn Saalih al-Uthaymeen d. 1421 AH
68

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Penerbit

دار الثريا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وكأنه يشير إلى قوله تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩)﴾ [هود: ١١٩] ولكن الظاهر أن المراد بقول الله المشار إليه هو قوله لإبليس ﴿لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨)﴾ [الأعراف: ١٨] لأن الآية التي أشار إليها المؤلف فيها بيان أن الله ﷾ قدر بحكمته أن يملأ النار من الكافرين، لكن ليس فيه الخطاب الموجه للشيطان وأتباعه، ﴿لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨)﴾ فإن هذا هو الذي فيه الوعيد المباشر لمن اتبع الشيطان، فتفسير قولنا بالآية الثانية أولى من تفسيرها بما قال المؤلف، ثم قال: ﴿إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١)﴾ قال المؤلف ﵀: [﴿إِنَّا﴾ جميعًا ﴿لَذَائِقُونَ﴾ العذاب بذلك القول، ونشأ عنه قولهم ﴿فَأَغْوَيْنَاكُمْ﴾ المعلل بقولهم: ﴿إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (٣٢)﴾ ﴿فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا﴾ علينا الضمير يعود على الأتباع والمتبوعين، ﴿إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١)﴾ أيضًا يعود الضمير على الأتباع والمتبوعين. كأنهم يقولون إنا لم نخلص أنفسنا فكيف نخلصكم، ثم قال: ﴿فَأَغْوَيْنَاكُمْ﴾ يعني جعلناكم من أهل الغي بصدكم عن طريق الرشد، ﴿إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (٣٢)﴾ هذا تعليل لقولهم: ﴿فَأَغْوَيْنَاكُمْ﴾ لقولهم أي بقول هؤلاء الذي نقله الله عنهم. الفوائد: في هذه الآيات عدة من الفوائد: ١ - تبرأ كل من التابع والمتبوع يوم القيامة من هؤلاء الضلال، فالمتبعون أو الأتباع يجعلون اللوم على المتبوعين والمتبوعون يجعلون اللوم على الأتباع.

1 / 71