218

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Penerbit

دار الثريا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الأرض، فعاملهم الله تعالى بنقيض قصدهم فجعلهم الأسفلين.
٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الحكم لله ﷿، وأن بني آدم مهما بلغوا من الطغيان فإنهم تحت حكم الله تعالى وسلطانه، لقوله: ﴿فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ﴾.
٦ - أن الجزاء من جنس العمل، لأن هؤلاء لما طغوا واعتدوا وتعالوا عاقبهم الله تعالى بالسفل المناقض لما أرادوا، فكانت العقوبة مناسبة للفعل.
* * *
﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ أي قال إبراهيم معلنًا هجرته من بلدهم إلى بلد الشام، وإنما قال ذلك لأنهم بلغوا إلى حد يكون به اليأس من هدايتهم، فإن قومًا أضرموا النار ليحرقوا بها داعيهم إلى الله قوم لا يرجى فيهم خير، ولهذا قال: ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
فإن قلت: هل أُمر بذلك أو أُذن له بذلك؟
فالجواب: نعم، أُذن له بذلك، والدليل أن الله ﷾ أقره فلم ينكر عليه، لكن يونس ﵊ لما ذهب من غير أن يُؤذن له بين الله ﷾ أن ذهابه عن غير إذن، فقال: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾. [الأنبياء: ٨٧].
ولما ذكر هجرة إبراهيم ﵊ لم يذكر ما فيه انتقاد عليه، ولهذا قال: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قال

1 / 221