89

Tafsir Al-Uthaymeen: Ar-Rum

تفسير العثيمين: الروم

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الآية (١٩) * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ [الروم: ١٩]. * * * قال المفسر رَحَمَهُ اَللهُ: [﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ كالإنسانِ مِنَ النُّطفَةِ، والطّيرِ مِن البَيْضةِ]: أما البيضَةُ فليس عنْدِي فيها عِلْمٌ فلا نَقْدِرُ أن ننْفِي إنْ كانَ فِيها حياة في بعْضِ الأجْزاءِ التي يتكون منْهَا الطّائِرُ أم لا، والنّطفَةُ باعْتبارِ مَا يظْهَرُ لنا ميتّةَ، وَكَذلِكَ البَيْضةُ، لكِنْ في الواقِع إِنَّ النّطفَة ليْسَتْ ميتّةً، فلقَدْ سُئِل النّبيّ ﷺ عَن العَزْل فقَالَ: "هُوَ الوَأْدُ الخَفِيُّ" (^١)، فجَعَله وأدًا، والوَأْدُ لا يكُونُ إِلَّا لحيٍّ، فالحيَوانَاتُ المنوِيَّةُ حيَّةٌ، لكِنَّها لَا تُرى، وهَذهِ النّطْفَةُ البَسيطَةُ التي ليْسَتْ بشَيْءٍ يقُولونَ - والله أعلمُ إنْ كانَ هذَا مبالغةً أو لا - فِيها حواَلي خمْسَةِ مَلايِينَ أوْ أكْثَر مِن الحيَوانَاتِ المنَوِيَّةِ، وهِي التي تُرى بَسِيطَةً. إِذَنْ: فبِاعْتِبارِ مَا يُرى وَيظْهَر أن النُّطفةَ ميَتّةَ جَمادٌ، لكِنْ باعتِبارِ الحقِيقَةِ ليْسَتْ كَذلِكَ، وإخْراجُ الميِّتِ مِن الحيِّ ليْسَ مشْكِلَةً، لكِنَّ المشْكِلَةَ إخْرَاجُ الحيِّ مِن الميِّت. وقوْله تَعالَى: ﴿الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾، هَل المُرادُ الحياةُ الحسيِّة أوِ المعنَوِيَّة؟ والحقِيقَةُ أنَّ المُرادَ الأمْرانِ، فإنَّ الكافر ميِّتٌ معنًى، ويخْرُج منْه المسْلِمُ

(^١) أخرجه مسلم: كتاب النكاح، باب جواز الغيلة ... وكراهة العزل، رقم (١٤٤٢).

1 / 95