243

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

فِي كلامِ اللهِ وغيره مما ينقُلونه؛ فنسأل الله أن يعفو عنهما.
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [فأزالتْه فتزوجها وأحبَّها وأقرَّها عَلَى مُلْكِها، وَكَانَ يزورها فِي كُلّ شهرٍ مرَّةً ويقيم عندها ثلاثةَ أيامٍ]، فَكَانَ كالمتزوِّج بالثيِّب [وانقضى مُلْكُها بانقضاء مُلْك سُلَيْمَان، رُوِيَ أَنَّهُ مَلَكَ وَهُوَ ابن ثلاثَ عشْرةَ سنة، وماتَ وَهُوَ ابن ثلاثٍ وخمسينَ سنةً، فسبحانَ مَن لا انقضاءَ لِدَوَامِ مُلْكِهِ].
والمُفَسِّر ﵀ يُنْتَقَد بأن الأَشْيَاء المهمَّة يختصرها، حَتَّى فِي بعض الأحيان يَكُون تفسيره كالرُّمُوز، ثُمَّ يأتي بهَذه الأَشْيَاء الَّتِي لَيْسَ لها أصل.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى: عَظَمَة مُلْك سُلَيْمَان، وتَسخيرُ اللهِ له، ففي ذلك الوقتِ حَسَب عِلْمنا لَيْسَ هناك أفرانٌ تصهر الزجاج ليفعل به الْإِنْسَان كما يشاء، ولكِن لَا شَكَّ أن الزجاج موجود، قد يَكُون مستخرَجًا من البحرِ؛ تَستخرجه الشياطين، وقد يَكُون هناك أيضًا مصاهر وأفران حسب حالهم، ولهَذَا قَالَ الله عن الشياطين: إنهم ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ [سبأ: ١٣]، ﴿وَجِفَانٍ﴾ هِيَ جمع جَفْنَةٍ، وهي الصَّحْفَة، والجوابي جمعُ جابيَةٍ، وهي البِرْكَةُ الكبيرة، ﴿وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ يعني لا تُنْقَل لِكِبَرِها وعِظَمِها.
فالحاصل أننا نَقُول: إن هَذَا فِيهِ دليلٌ عَلَى عظمةِ مُلْك سُلَيْمَان، حَيْثُ سُخِّرَ له الجنُّ والإنسُ يَعْمَلُون له ما يشاء.
الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ: جواز اختبارِ المرءِ كما سبقَ، وهَذِهِ القصةُ فيها عدةُ اختباراتٍ؛ لِقَوْلِهِ: ﴿ادْخُلِي الصَّرْحَ﴾ ليَرَى هل تهابُ فلا تدخُل، أو تغامر فتدخل بدون تحرُّز،

1 / 247