231

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

أولًا: أَنَّهَا أجابتْ بجوابٍ مطابِقٍ للسؤال.
وثانيًا: أَنَّهَا أجابتْ بجوابٍ مطابِقٍ لمقتضَى الحالِ؛ إذ الجزمُ بهَذَا تسرُّع، ونفيه تباطُؤٌ أيضًا لاحتمالِ أنْ يَكُونَ إيَّاه.
ثم قَالَ المُفَسِّر ﵀: [قال سُلَيْمَان لمَّا رأى لها معرفةً وعِلمًا: ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ﴾]، ووجهُ ارتباطِ هَذِهِ الجملةِ بما سبقَ أن سُلَيْمَان أرادَ أنْ يَتَحَدَّثَ بما أنعمَ اللهُ به عليه منَ العلمِ، والعلمُ يشملُ العلمَ الشَّرْعِيَّ ويشملُ العلمَ بقواعدِ المُلْكِ ومُثبِّتاته، ومَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، يَعْنِي: كَأنَّ الملأ من قومه لمّا رأَوْا ما رأوا من ذكائها ومعرفتها وتحرُّزها وتثبُّتها رأوا أمرًا عظيمًا، فأراد سُلَيْمَان ﷺ أن يُذَكِّرَهُمْ بما هُوَ أعظمُ من ذلك، وَهُوَ ما آتاهم الله تَعَالَى منَ العلمِ السابقِ والإِسْلامِ ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ﴾.
ويرى بعضُ المفسِّرين أن قوله: ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا﴾ من قول المَرْأَة وأن المسألةَ متَّصِلة، وَيكُون قوله: ﴿مِنْ قَبْلِهَا﴾ أي: من قبل هَذِهِ القضية، أي أننا عندنا علم من قبلِ هذه القضيةِ، فلا تعجبوا من عِلْمِنَا بهَذَا فإنَّ لنا عِلمًا سابقًا، ولكِن هَذَا الاحتمال وإن ذُكِرَ بعيدٌ، والصَّوابُ أنَّ هَذَا من قول سُلَيْمان ﵊ يتحدث فِيهِ بنعمةِ اللهِ ﷾ عليه وَعَلَى قومه السابقة لمعرفة هَذِهِ المَرْأَة.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: إن قوله: ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا﴾ يَدُلّ عَلَى أن قائل: ﴿أَهَكَذَا عَرْشُكِ﴾ هُوَ سُلَيْمَان ﷺ لا أحد جنوده؟
فالجواب: محُتْمَل، لكِن لا يَتَعَيَّن من قوله: ﴿وَأُوتِينَا﴾؛ لِأَنَّهُ قد يقوله أحد جنوده، ثُمَّ يتكلم سُلَيْمَان بَعْد ذلك بعدَما تَحْصُل هَذِهِ المشاهدةُ، فيقول: ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا﴾.

1 / 235