223

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وهَذَا كله أيضًا من أساليبِ الاختبارِ الَّذِي يَخْتَبِرُ به سُلَيْمَان هَذِهِ المَرْأَةَ كما اخْتبَرَهَا أيضًا فيما يأتي فِي مسألةِ الصَّرْح.
وأمّا قول المُفَسِّر وغيره: إن رِجلها رِجل حِمار، فهَذَا من الإسرائيليات المكذوبةِ، فَقَدَمُها كَقَدَمِ غَيْرِها.
قَالَ المُفَسِّر: [﴿نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي﴾ إِلَى مَعْرِفَتِهِ ﴿أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ﴾ إِلَى مَعْرِفَةِ ما يُغَيّر عليهم، قصدَ بذلكَ اختبارَ عَقْلِها لمّا قيل له: إن فِيهِ شيئًا، فَغَيِّرُوهُ بزيادةٍ أو نقصٍ أو غير ذلك].
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل تَزَوَّجها سُلَيْمَان؟
عَلَى كُلِّ حَالٍ: هِيَ جَديرة بأن تُزَوَّج؛ لِأَنَّهَا أسلمتْ وكانتْ ذكيَّة.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى: التحدُّث بنعمةِ اللهِ تَعَالَى بإضافة النعمة إليه، لِقَوْلِهِ: ﴿هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي﴾ وهَذَا هُوَ الواجب شرعًا والمقتضَى عَقلًا؛ لِأَنَّ إضافة النعمِ إِنَّمَا تكون إِلَى مُسْدِيها ومُولِيها.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ والثَّالثةُ: إثبات التعليل لأحكام اللهِ ﷾ الكونيَّة كما ثبت ذلك فِي الأحكامِ الشَّرْعِيَّة، يُؤْخَذ من اللامِ لِأَنَّهَا للتعليلِ، ففيه دليلٌ عَلَى تعليلِ أحكامِ اللهِ الكونيَّة، كما أنَّ أحكامَه الشَّرْعِيَّة كذلك مُعَلَّلَة، ويَتَفَرَّع عَلَى هَذِهِ الفائدة: الردّ عَلَى الجهْمِيَّة الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّ فعلَ اللهِ تَعَالَى لَيْسَ مُعَلَّلًا، إِنَّمَا يَفْعَلُ لمجرَّدِ المشيئةِ؛ إذا شاء فعلَ لحكمةٍ ولغيرِ حكمةٍ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: اختبار المرءِ بما يُظْهِرُ حقيقةَ أمرِه؛ لقوله ﷾: ﴿لِيَبْلُوَنِي

1 / 227