120

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الآية (١٩) * * * * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (١٩)﴾ [النمل: ١٩]. * * * قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿فَتَبَسَّمَ﴾ سُلَيْمَان ابتداءً ﴿ضَاحِكًا﴾ انتهاءً ﴿مِنْ قَوْلِهَا﴾]. يَقُولُونَ: إن الضحكَ ثلاثة أنواعٍ: ابتدائيٌّ ووَسَط وانتهائيّ، الابتدائي التبسُّم، والوسط الضَّحِك، والمنتهَى القَهْقَهَة، والقهقهة لا تليقُ بالْإِنْسَان العاقلِ الرَّزين، والتبسُّم هُوَ أكثرُ ضَحِكِ الأَنْبِياء عليهم الصَّلَاة والسلامُ، والضَّحِك يَكُونُ منَ الأَنْبِياء أحيانًا، فهنا تَبسَّم ضاحكًا، والمُفَسِّر ﵀ يَرى أنَّ سُلَيْمَان ﷺ كَانَ له مرحلتانِ فِي هَذَا الضحِك: الأولى: التبسُّم، والثَّانِيَة: الضحِك، فابتدأ بالتبسُّم وانتهى بالضحِك. ويَحتمل أن يَكُونَ معنى قوله: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا﴾ أَنَّهُ ضحك متبسمًا، يعني أَنَّهُ ما ظهر له صوتٌ ولكِنه تبسَّمَ تبَسُّمًا، واللهُ أَعْلَمُ. وَعَلَى هَذَا التَّقْدير تكون ﴿ضَاحِكًا﴾ حالًا مبيِّنة للنوعِ، يعني أن ضَحِكَه كَانَ تبسُّمًا. عَلَى كُلِّ حَالٍ: في هذه المسألة لا يضرُّ لو كَانَ ابتدأ بالتبسم وأنهى بالضحك، والفرق بين التبسُّم والضحِك: أن التبسم ينفتح فيه الفم بدونِ صوتٍ، والضحِكُ

1 / 124