11

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Penerbit

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

يستيقنون أن لله ولدًا؛ لأن أي عاقل لا يمكن أن يقول إن لله ولدًا، فكيف يمكن أن يكون لله ولدٌ، وهذا الولد من البشر نراه مثلنا يأكل ويشرب ويلبس، ويلحقه الجوع والعطش والحر والبرد، كيف يكون ولدٌ لله تعالى؟ هذا غير ممكن؛ ولذلك قال: (إِنْ يَقُولُونَ إِلَاّ كَذِبًا) "إن" بمعنى "ما" ومن علامات "إن" النافية أن يقع بعدها "إلَاّ" (إن أنت إلا نذير) (فاطر: ٢٣)، (إن هذا إلا سحر مبين) (المائدة: ١١٠). (إِنْ يَقُولُونَ إِلَاّ كَذِبًا) أي ما يقول هؤلاء إلَاّ كذبًا. والكذب: هو الخبر المخالف للواقع، والصدق: هو الخبر المطابق للواقع، فإذا قال قائل: "قدِم فلانٌ اليوم" وهو لم يَقدُم، فهذا كذب سَواءٌ علم أم لم يعلم، ودليل ذلك قصة سُبَيْعةَ الأسلمِيَّةِ ﵂ حينما مات عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد موته بليالٍ ثم خلعت ثياب الحداد، ولبست الثياب الجميلة تريد أن تُخطَب، فدخل عليها أبو السنابل فقال لها: "ما أنت بناكح حتى يأتي عليك أربعةُ أشهر وعشر"، لأنها وضعت بعد موت زوجها بنحو أربعين ليلة أو أقل أو أكثر، فلبست ثياب الإحداد ثم أتت إلى الرسول ﷺ وأخبرته بالخبر فقال لها: "كذب أبو السنابل" (^١)، مع أن الرجل ما تعمد الكذب، يظن أنها تعتدُ بأطول الأجلين، فإن بقيت حاملًا بعد أربعةِ أشهر وعشر بقيت في الإحداد حتى تضع، وإن وضعت قبل أربعة أشهر وعشر بقيت في الإحداد حتى تتم لها أربعةُ أشهر وعشر، تعتد أطول الأجلين،

(^١) أخرجه الإمام أحمد (٤٢٧٣) وغيره وأصله في الصحيحين.

1 / 15