106

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Penerbit

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الحوت من آيات الله، أولًا: أنه قد مات، وأنهما يقتاتان منه، ثم صار حيًا ودخل البحر ثانيًا: أنه صار طريقه على هذا الوجه، وهذا من آيات الله ﵎. *** (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا) (الكهف: ٦٢) قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاوَزَا) الفاعل موسى وفتاه () جَاوَزَا) يعني تعديا ذلك المكان، قال موسى لفتاه: (آتِنَا غَدَاءَنَا) وكان ذلك؛ لأن الغداء هو الطعام الذي يؤكل في الغداة. (لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا) أي تعبًا. وقوله: (مِنْ سَفَرِنَا هَذَا) ليس المراد من حين ابتداء السفر ولكن من حين ما فارقا الصخرة، ولذلك طلب الغداء، قال أهل العلم وهذا من آيات الله فقد سارا قبل ذلك مسافة طويلة ولم يتعبا، ولما جاوزا المكان الذي فيه الخضر، تعبا سريعًا من أجل ألا يتماديا في البعد عن المكان. *** (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَاّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا) (الكهف: ٦٣) قوله تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) أي: قال الفتى لموسى: (أَرَأَيْتَ) أي ما حصل حين لجأنا إلى الصخرة، والمراد بالاستفهام التعجب أو تعجيب موسى.

1 / 110