Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

Muhammad ibn Saalih al-Uthaymeen d. 1421 AH
63

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Penerbit

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٣٥ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

أن يكذبوا بالآيات الشرعية؛ لأن الآيات الكونية قلَّ من يكذب بها. فالآيات الكونية مخلوقات الله، وقلَّ من ينكر أن يكون الخالق هو الله، ولكن الآيات الشرعية التي هي الوحي الذي جاءت به الرسل هي التي يقع فيها التكذيب، فآل فرعون كذبوا بآيات الله، قال فرعون عن موسى: ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾ [الشعراء: ٢٧]. وقال: إنه ساحر، ووصفه بأوصاف بالغة، وهدده: ﴿قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ [الشعراء: ٢٩]. وكان يذبح أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم، ويقول لقومه: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [النازعات: ٢٤]. ويقول: ﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ﴾ [الزخرف: ٥٢ - ٥٣]. وقد ذكر الله ﷾ قصته في كتابه كثيرًا من أجل اليهود الذين كانوا في المدينة، ومن أجل الأنصار الذين تلقوا من علوم اليهود شيئًا كثيرًا. وقوله: ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾: (أخذهم): يعني أهلكهم بذنوبهم: أي بسبب ذنوبهم، والذنب: هو المعصية، ومعاصي هؤلاء كلها كفر والعياذ بالله. ولهذا أخذوا بالغرق، فأهلك بما كان يفتخر به، كان يقول لقومه: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾ [الزخرف: ٥١] فأهلك بالماء الذي كان يجري جنسه من تحته، وكان مفخرة له. فأهلكه الله ﷿ بالماء، والقصة معروفة، فإن فرعون جمع جميع أهل المدائن من أجل الكيد لموسى، فخرج موسى من

1 / 65