Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Saalih al-Uthaymeen d. 1421 AH
61

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Penerbit

دار الثريا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

معطوف على قوله: ﴿آمنوا﴾ أي هم مع إيمانهم بالله ﷿ ويقينهم وعدم ارتيابهم يريدون أن يصلحوا عباد الله بالجهاد في سبيل الله، يجاهدون أعداء الله ليرجعوا إلى دين الله ويستقيموا عليه، لا للانتقام منهم، ولا للانتصار لأنفسهم، ولكن ليدخلوا في دين الله ﷿ والجهاد في سبيل الله هو القتال لتكون كلمة الله هي العليا، لا للانتقام، فالقتال للانتقام ليس إلا مدافعة عن النفس، أو أخذًا بالثأر فقط، لكن الجهاد حقيقة هو أن يقاتل الإنسان لتكون كلمة الله هي العليا، أما الجهاد انتصارًا للنفس، أو دفاعًا عن النفس فقط، فليس في سبيل الله، لكن لاشك أن من قاتل دفاعًا عن نفسه فإنه إن قتل فهو شهيد (^١)، وإن قتله صاحبه فصاحبه في النار كما جاء في الحديث عن النبي ﷺ، فيمن أراد أن يأخذ مالك قال: «لا تعطه»، قال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلني، قال: «قاتله»، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: «أنت شهيد»، قال: إن قتلته؟ قال: «فهو في النار» (^٢)، فالجهاد في سبيل الله هو القتال لتكون كلمة الله هي العليا، هذا هو الذي حده النبي ﵊ وفصَّله فصلًا قاطعًا، ﴿أولئك هم الصادقون﴾ في إيمانهم وعدم ارتيابهم، أما الذين قالوا من الأعراب

(^١) أخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من قتل دون ماله فهو شهيد» كتاب المظالم، باب من قاتل دون ماله (٢٤٨٠) ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم (١٤١) . (^٢) أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في قتال اللصوص (٤٧٧١، ٤٧٧٢)، والترمذي، كتاب الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (١٤٢٠، ١٤٢١) ..

1 / 66