152

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وهذا أيضًا خطأ، والصحيحُ المتَعَيَّنُ أنهم أجسامٌ؛ لأنهم يأكلون كما ثبت في الحديث: "لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ، أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا" (^١).
الفَائِدةُ السَّابِعة: أنَّ إبراهيمَ ﵊ أعظمُ منزلِةً مِن لُوطٍ، ولهذا جاءتِ الملائكِةُ إليه وأخْبَرُوه بأنهم مُهْلِكُو أهلِ هذا القريةِ.
الفَائِدةُ الثَّامِنة: أن الهلاكَ في الأصلِ إذا جاء يَشْمَلُ الصَّالِحَ وغير الصَّالحِ، لقوله: ﴿قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا﴾، فلولا أنه يَشْملُ الجميعَ ما نَبَّهَهُم على هذا، بل إن اللَّه ذَكَرَ ما يَدُلُّ على ذلك صَرِيحًا، قال تعالى: ﴿قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (٩٣) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [المؤمنون: ٩٣ - ٩٤].
الفَائِدةُ التَّاسِعة: أن الملائكِةَ -عليهم الصلاة والسلام- لما أخْبَرُوا بأنهم سيُهْلِكون هذه القريةَ بيَّنُوا السببَ مِنْ أجلِ أن يطْمَئِنَّ إبراهيم ﵊، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ﴾.
الفَائِدةُ الْعاشِرَةُ: جوازُ إضافَةِ الحُكم إلى سَببِهِ، لقولِهِ تعالى: ﴿إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ﴾؛ لأن الذي يُهْلِكُهم حقيقةً هو اللَّه جَلَّا وَعَلَا كما قال ﷾: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾ [الحج: ٤٥]، ولا بُدَّ عند إضافَةِ الشيءِ إلى سبَبِهِ أن يكونَ مَعْلومًا شَرعًا وحِسًّا.
* * *

(^١) أخرجه مسلم: كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن، رقم (٤٥٠).

1 / 156