119

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وهنا قالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾ صَدَّقَ بإبْراهِيمَ]: وهذا يدُلُّ على أنه يَرَى أن اللام بمَعنَى الباءِ، فيَرَى المُفَسِّر أن ﴿فَآمَنَ لَهُ﴾ بمعنى آمنَ بِهِ، فـ (صَدَّقَ) تَفسيرُ ﴿فَآمَنَ﴾ و(بإبرْاهِيمَ) تفسير ﴿لَهُ﴾، ونحن نعلمُ أن لُوطًا ﵊ آمن لإبراهيمَ وبِهِ، فهو آمنَ به بقَلْبِهِ واطمأنَ إلى صِدْقِهِ، وكذلك انقادَ لَه، وتضَمَّنَ الإيمانُ هنا معنى الانقيادِ ومعنى الطُّمأنِينَةِ. قَال المُفَسِّر ﵀: [﴿لُوطٌ﴾ وهُو ابنُ أَخيهِ هَارانَ]، يعْني: أن إبراهيمَ له أخٌ اسْمُه هارانَ بنُ آزر، وهارانَ له ابنٌ اسمْهُ لوطٌ. قوله: [﴿وَقَالَ﴾ إبراهِيمُ ﴿إِنِّي مُهَاجِرٌ﴾ مِنْ قومِي ﴿إِلَى رَبِّي﴾، أي: إِلى حيثُ أمَرنِي ربِّي، وهَجر قَومَهُ، وهاجَرَ مِنْ سوادِ العِراقِ إلى الشَّامِ]، المُفَسِّر يقول: إن الضميرَ في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ﴾ يعودُ إلى إبراهيمَ، وعلى هذا فَفِي التِّلاوة تقِفُ على: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾ ولا تَقُلْ: ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ﴾ لأنك لو وصَلْتَ لأَوهَمَ أن القولَ من لُوطٍ ﵇. وقال بعضُ العلماءِ: إن الضميرَ يعودُ على لُوطٍ بناءً على ظاهِرِ السِّياقِ، وأن لوطًا ﵊ آمن وهاجَرَ فجمعَ بينَ الإيمانِ والهِجْرةِ. وقوله: ﴿إِنِّي مُهَاجِرٌ﴾ (مفاعِلٌ) في اللغة العربية تَرِدُ على ما اشترك فيه اثنانِ فصَاعِدًا كما يقال: (مقاتِلٌ)، وتَرِد على ما ليس فيه إلا طرفٌ واحدٌ كما يقال: (مسافِر)، وكلمة ﴿مُهَاجِرٌ﴾ يحتمل أنها مما هو مُشتركٌ بينَ طَرفين، ويكون المعنى: أنه هَجَرَهُم وهم هَجَرُوه يُريدُونَ مُفارقَته، ويُحتَملُ أنها من باب ما فيه طرفٌ واحدٌ فقط كمُسافِرٍ، وتكون مهاجرٌ بمعنى هجر؛ فكلاهما محتمل. قوله: [﴿إِلَى رَبِّي﴾ إِلى حيثُ أمَرنِي رَبِّي]: يعني: إلى الجِهةِ التي أمَرهُ اللَّه ﷿

1 / 123