117

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Penerbit

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الآية (٢٦) * * * * قالَ اللَّه ﷿: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [العنكبوت: ٢٦]. * * * قَال المُفَسِّر ﵀: [﴿فَآمَنَ لَهُ﴾ صَدَّقَ بإبراهيمَ، ﴿لُوطٌ﴾ وهو ابنُ أخِيهِ هارَان، ﴿وَقَالَ﴾ إبراهيمُ ﴿إِنِّي مُهَاجِرٌ﴾ مِنْ قومِي، ﴿إِلَى رَبِّي﴾ أي: إلى حيثُ أمَرَنِي رَبِّي، وهَجَرَ قومَهُ، وهاجَرَ مِنْ سوادِ العِراقِ إلى الشَّامِ ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ في مُلْكِه، ﴿الْحَكِيمُ﴾ في صُنْعِهِ]. الإيمانُ في اللغةِ: التَّصدِيقُ، ولكنه ليس مطلْقَ التَّصديقِ، بل هو تَصديقٌ بطُمأنِينَةٍ؛ لأن مادة (آمن) هي مادَّةُ الأمْنِ، يعني فيها الهمزةُ والميمُ والنون، وعلى هذا فليسَ الإيمانُ مُطلَقَ التَّصديقِ، بل هو تَصديقٌ خاصٌّ متَضَمِّن للطمأنينة في الشيءِ، وهو يتعَدَّى بـ (اللام) كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: ﴿آمَنْتُمْ لَهُ﴾، وكذلك ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾، ونحو ذلك مِنَ الآيات. ويتَعَدَّى أيضًا بـ (الباء) وهو كثيرٌ كما في قوله تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ﴾، وقوله: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ وما أشْبَه ذَلِكَ. فهل هذا من بابِ التَّرادُفِ، أي: أن اللامَ بمَعْنَى الباءِ، والباء بمَعْنَى اللام، أم أن هناكَ فَرْقًا بينهما؟

1 / 121