143

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

تفسير العثيمين: الأنعام

Penerbit

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الفائدة الخامسة: إقرارهم بأنهم ليسوا مؤمنين؛ لأنهم تمنوا أن يكونوا مؤمنين، ولكنَّ هذا لا ينفع إذ قد انتهى كل شيء.
الفائدة السادسة: جواز حذف المعلوم، والمعنى جوازه لغةً، وفي هذا يقول ابن مالك ﵀:
وحَذْفُ مَا يُعْلَمُ جَائِزٌ كَمَا ... تَقُولُ زيدٌ بعد مَنْ عِنْدَكُمَا (^١)
فحذف ما يعلم جائز سواء كان المبتدأ، أو الخبر، أو الفعل، أو الفاعل، أو في كل كلام، فما هو المقدر في هذه الآية؟ المقدر: لرأيت أمرًا عظيمًا.
* * *
* قال الله ﷿: ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٢٨)﴾ [الأنعام: ٢٨].
قوله: ﴿بَلْ﴾ إضراب لإبطال ما سبق من قولهم: ﴿يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، أي: بل لن يؤمنوا ولو ردوا.
قوله: ﴿بَدَا لَهُمْ﴾، أي: ظهر ﴿مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ﴾، فما الذي كانوا يخفونه من قبل، هل هو تصديق الرسل بما جاءوا به، ولكن جحدوا والجحد إخفاء ما كان معلومًا؟ أو ما كانوا يخفون من قبل من الكفر الذي كانوا يكتمونه، حيث إنهم كانوا يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر؟
فعلى الأول يكون السياق في الكافرين، وعلى الثاني يكون السياق في المنافقين.

(^١) البيت رقم (١٣٦) في الألفية.

1 / 147