265

Tafsir Al-Samin Al-Halabi - From Ayah 138 of Surah Al-Imran to the End of the Surah

ترجيحات السمين الحلبي - من آية ١٣٨ سورة آل عمران إلى آخر السورة

Genre-genre

ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:
يرجِّح السمين الحلبي أن المفازة المذكورة في الآية مصدر من الفوز، وأن الجار والمجرور متعلق بها مباشرة من غير الحاجة إلى تقدير محذوف، ويظهر هذا الترجيح من ثلاثة وجوه:
الأول: لفظ الترجيح، وقد جاء على صيغة التفضيل، وذلك في قوله: (وهذا الوجه أحسن) (^١).
الثاني: أنه استقصى في ذكر الإشكال على القول الأول حتى انتهى ببيان أن أهل اللغة قد منعوا من التقدير المذكور فيه، فهو يمنع القول الأول، ويرجِّح القول الثاني.
الثالث: أنه قد ذكر بعد المسألة إشكالًا على القول الذي رجَّحه، ثم أجاب عنه، واستشهد لجوابه بقول العرب (^٢)، فهذا يدل على أنه يعتمد هذا القول ويدافع عنه.
دراسة المسألة:
١) مذاهب أهل العلم في المسألة:
أما أصل المفازة، فالذي يظهر مما ذكره المفسرون والمعربون أنهم جعلوها مصدرًا من الفوز، حيث ذكروا التقدير الموافق لذلك في الآية: (فلا تحسبنَّهم فائزين من العذاب) (^٣).
ثم جاء أبو البقاء العكبري فكان أول من تعرَّض لهذه المسألة، وجعل الأصل فيها أن المفازة اسم مكان، وأن الجار والمجرور متعلق بمحذوفٍ صفةٍ لها، وذكر جواز القول الثاني (^٤).
ولم يوافق كثير من المعربين الذين تعرضوا للمسألة من بعده على جعل المفازة اسم مكان، ومال أكثرهم إلى القول الثاني (^٥).
وإن كان بعض المفسرين وأهل اللغة فسَّروا (المفازة) بما يقتضي أنها اسم مكان، لكنهم لم

(^١) وقد ذكر في الدر المصون (٣/ ٥٣٠ - ٥٣١) صيغة التفضيل أيضًا، فقال: (فهذا أولى).
(^٢) ينظر في القول الوجيز، (آل عمران: ١٥٧ إلخ)، تحقيق: وائل بن محمد بن علي جابر (ص: ٣٧٠ - ٣٧١).
(^٣) ينظر في الكشاف للزمخشري (١/ ٤٥١)، وكشف المشكلات لجامع العلوم الباقولي (١/ ٢٧٩)، والبيان لأبي البركات الأنباري (١/ ٢٣٤).
(^٤) ينظر في التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري (١/ ٣٢٠).
(^٥) ينظر في الكتاب الفريد للمنتجب الهمذاني (٢/ ١٨٧) وتفسير أبي السعود (٢/ ١٢٦)، وحاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٣/ ٨٧)، وحاشية القونوي عليه كذلك (٦/ ٤٤٣)، وروح المعاني للآلوسي (٢/ ٣٦٢).

1 / 265