111

Tafsir Al-Samin Al-Halabi - From Ayah 138 of Surah Al-Imran to the End of the Surah

ترجيحات السمين الحلبي - من آية ١٣٨ سورة آل عمران إلى آخر السورة

Genre-genre

وعطفُ إثابةِ الله على إصعادهم أنسب مع معنى الثواب والمجازاة، فإن الإثابة أنسب أن تعطف على فعلهم لا على فعل الله ﷿، فالتقدير بأنهم (هربوا فجازاهم الله غمًّا) أنسب من أن يقال: صرفهم الله عن عدوهم فجازاهم غمًّا.
وقد ذكر بعض أصحاب القول الأول أن طول الفصل لا يضر؛ إذ الفاصل ليس بأجنبي (^١)، وذكر أبو حيان بين الآيتين كلامًا حسنًا يمكن الرد به على هذا، فذكر أن ما قبل قوله تعالى ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ﴾ "جُمُلٌ مستقلة يحسن السكوت عليها، فليس لها تعلق إعرابي بما بعدها، إنما تتعلق به من حيث إن السياق كله في قصة واحدة" (^٢).
٥) النتيجة:
الذي يظهر أن قوله تعالى ﴿فَأَثَابَكُمْ﴾ معطوف على قوله ﴿تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُنَ﴾، وهذا هو الذي يوافق القاعدة في العطف أن يكون على أقرب مذكور، والله أعلم.

(^١) ينظر في حاشية القونوي على تفسير البيضاوي (٦/ ٣٦١).
(^٢) ينظر البحر المحيط (٣/ ٣٨٥).

1 / 111