109

Tafsir Al-Samin Al-Halabi - From Ayah 138 of Surah Al-Imran to the End of the Surah

ترجيحات السمين الحلبي - من آية ١٣٨ سورة آل عمران إلى آخر السورة

Genre-genre

و﴿تَلْوُنَ﴾ وإن كانا مضارعين فمعناهما ماض؛ إذ التقدير: إذ صعدتم وما لويتم على أحدٍ فأثابكم ضر، فهو مثل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: ٣٧] أي: وإذ قلت" (^١).
ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:
يظهر أن السمين الحلبي يرجح القول الثاني، وذلك من ثلاثة وجوه:
الأول: أنه تعقب القول الأول وحكى الرد عليه (^٢).
الثاني: أنه حكى ترجيح شيخه أبي حيان للقول الثاني بأنه هو الظاهر، والظاهر عنده مقدَّمٌ على غيره.
الثالث: أنه دافع عن القول الثاني بطرح الإشكال ثم الرد عليه.
دراسة المسألة:
١) مذاهب أهل العلم في المسألة:
في هذه المسألة وافق السمين الحلبي شيخه أبا حيان (^٣) خلافًا لكثيرٍ من المفسرين والمعربين، ولم يوافقهما من أهل العلم إلا القليل (^٤)، فأكثر أهل العلم على أن قوله ﴿فَأَثَابَكُمْ﴾ معطوف على قوله ﴿صَرَفَكُمْ﴾ (^٥)، وإمامهم في هذا الزمخشري، ولعل أبا حيان هو أول من خالفه في هذه المسألة.
٢) أدلة القول الأول في المسألة:

(^١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٠٦ – ١٥٦)، تحقيق: يعقوب مصطفى سي (ص: ٤٢٨ – ٤٢٩).
(^٢) وفي الدر المصون (٣/ ٤٤١) ذكر الرد بنفسه من غير يحكيه عن شيخه، فقال: "وفيه بعد لطول الفصل".
(^٣) ينظر في البحر المحيط لأبي حيان (٣/ ٣٨٨).
(^٤) ينظر في حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٣/ ٧١)، والجدول في إعراب القرآن للصافي (٤/ ٣٤٠).
(^٥) ينظر في الكشاف للزمخشري (١/ ٤٢٧)، والكتاب الفريد للهمذاني (٢/ ١٥١)، وتفسير البيضاوي (٢/ ٤٣)، وتفسير النسفي (١/ ٣٠٢)، وتفسير أبي السعود (٢/ ١٠٠)، وفتح القدير للشوكاني (١/ ٤٤٧)، وروح المعاني للآلوسي (٢/ ٣٠٤)، والتحرير والتنوير لابن عاشور (٤/ ١٣١)، وإعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين (٢/ ٧٦).

1 / 109