105

Tafsir Al-Samin Al-Halabi - From Ayah 138 of Surah Al-Imran to the End of the Surah

ترجيحات السمين الحلبي - من آية ١٣٨ سورة آل عمران إلى آخر السورة

Genre-genre

من تمام الآيات قبلها (^١).
وأما ما اختاره المفسرون في المراد بالذين كفروا في الآية فقد ذُكر قول عليٍّ ﵁ أنهم المنافقون، وذُكر عن ابن عباس ﵄ أنه قال: "نزلت في قول ابن أُبي للمسلمين لما رجعوا من أُحد: لو كان نبيًا ما أصابه الذي أصابه" (^٢).
واختار هذا أكثر المفسرين (^٣).
وقد ذُكر عن ابن عباس أيضًا أنهم اليهود وعن الحسن كذلك (^٤)، وروي عن ابن جريج أنه قال بعد أن ذكر الآية: "فلا تنتصحوا اليهود والنصارى على دينكم، ولا تصدقوهم بشيء في دينكم" (^٥)، وعلى ذلك اختار الطبري أنهم اليهود والنصارى (^٦).
ورُوي عن السدي أنه جعلها في أبي سفيان (^٧)، وإلى هذا مال ابن عاشور أن المراد بالذين كفروا هم المشركون (^٨).
وما اختاره المفسرون من هذه الأقوال يدل على أنهم يجعلون الخطاب في الآية ابتداءً للمؤمنين في غزوة أُحد.
٢) أدلة القول الأول في المسألة:
يُستدل للقول الأول بأن هذا هو ظاهر اللفظ كما ذكر السمين الحلبي، فالظاهر أن المخاطب بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ هم جميع المؤمنين، وليس في لفظ الآية ما يدل على أن المخاطبين ابتداءً هم أهل أُحد رضوان الله عليهم.
٣) أدلة القول الثاني في المسألة:

(^١) ينظر في تفسير الرازي (٩/ ٣٨٣).
(^٢) ينظر قول علي في تفسير الثعلبي (٩/ ٣٢٦) وقول ابن عباس في زاد المسير لابن الجوزي (١/ ٣٣٣).
(^٣) ينظر في تفسير مقاتل (١/ ٣٠٦)، وتفسير السمرقندي (١/ ٢٥٥)، والمحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٥٢٢)، وتفسير الثعالبي (١/ ١٢١)، وفتح الرحمن للعُليمي (٢/ ٤٠)، وتفسير أبي السعود (٢/ ٩٧ – ٩٨)، وروح البيان لإسماعيل حقي (٢/ ١٠٨)، ونداءات الرحمن لأهل الإيمان لأبي بكر الجزائري (ص: ٤٤).
(^٤) ينظر قول ابن عباس في التفسير البسيط للواحدي (٦/ ٥٩) وقول الحسن في تفسير ابن أبي زمنين (١/ ٣٢٤).
(^٥) رواه الطبري في تفسيره (٦/ ١٢٥)، وابن المنذر في تفسيره (١/ ٤٢٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧٨٥).
(^٦) ينظر في تفسير الطبري (٦/ ١٢٤).
(^٧) رواه الطبري في تفسيره (٦/ ١٢٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧٨٤).
(^٨) ينظر في التحرير والتنوير (٤/ ١٢١ – ١٢٢).

1 / 105