Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra
تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Genre-genre
هي. ﴿ما حَوْلَهُ:﴾ ﴿ما:﴾ اسم موصول أو نكرة موصوفة، مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، وهذا على اعتبار الفعل قبلها متعديا، وأما على اعتباره لازما؛ فهي زائدة، والمعتمد الأول، قال الشاعر: [الطويل]
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم... دجى اللّيل حتّى نظّم الجزع ثاقبة
﴿حَوْلَهُ:﴾ ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة (﴿ما﴾) على اعتبارها موصولة، أو بمحذوف صفتها على اعتبارها نكرة موصوفة، أي: مكانا حوله، ومتعلق بالفعل قبله على اعتبار (﴿ما﴾) زائدة، وجملة: ﴿أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ:﴾ ابتدائية لا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا، وهي في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، وعلى اعتبارها متعلقة بالجواب. ﴿ذَهَبَ:﴾ فعل ماض. ﴿اللهُ:﴾ فاعله. ﴿بِنُورِهِمْ:﴾ متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة: ﴿ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ﴾ جواب (لمّا) لا محل لها، هذا وقيل: الجواب محذوف، التقدير: فلما أضاءت ما حوله؛ خمدت، فبقوا خابطين في ظلام متحيّرين. وعليه فجملة: ﴿ذَهَبَ..﴾. إلخ: مستأنفة لا محل لها، أو هي بدل من جملة التمثيل على سبيل البيان.
انتهى كشاف. و(لمّا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له.
﴿وَتَرَكَهُمْ:﴾ الواو: حرف عطف. (﴿تَرَكَهُمْ﴾): فعل ماض، والفاعل يعود إلى (﴿اللهُ﴾) تقديره:
هو، والهاء مفعول به أول، والميم في كلّ ما تقدم حرف دالّ على جماعة الذكور. ﴿فِي ظُلُماتٍ:﴾ متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: ﴿لا يُبْصِرُونَ﴾ في محل نصب مفعول به ثان؛ لأن (﴿تَرَكَهُمْ﴾) بمعنى: صيّرهم، هذا ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقين بمحذوف مفعول به ثان، التقدير: وتركهم متحيرين في ظلمات، وتكون الجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير الواقع مفعولا به، وأرى جواز اعتبارها من تعدد المفعول الثاني ل: (ترك). ومثل الآية الكريمة قول الشاعر، وهو الشاهد رقم [٢١] من كتابنا فتح القريب المجيب: [الرجز]
لا تتركنّي فيهمو شطيرا... إنّي إذن أهلك أو أطيرا
وجملة: (﴿تَرَكَهُمْ..﴾.) الخ: معطوفة على جملة: ﴿ذَهَبَ..﴾. إلخ على الوجهين المعتبرين فيها، ومفعول (﴿يُبْصِرُونَ﴾) محذوف للتعميم، أو للاختصار.
﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٨)﴾
الشرح: ﴿صُمٌّ:﴾ جمع أصم، هو فاقد السّمع، والصّمم في كلام العرب: الانسداد، يقال: قناة صماء: إذا لم تكن مجوّفة، وصممت القارورة: إذا سددتها. فالأصم من انسدت خروق مسامعه. ﴿بُكْمٌ﴾ جمع: أبكم، وهو الذي لا ينطق، ولا يفهم، فإذا فهم؛ فهو الأخرس، وقيل: الأخرس والأبكم واحد، وهو الذي لا يقدر على النطق لعاهة في لسانه. ﴿عُمْيٌ:﴾
1 / 64