Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi
تفسير القرآن العظيم - السخاوي
Penyiasat
د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص
Penerbit
دار النشر للجامعات
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Genre-genre
بادروا إلى اغتنامه، وقال في الإظلام: ﴿وَإِذا أَظْلَمَ﴾؛ لأنهم لم يكونوا حراصا على التوقف، وأظلم يستعمل لازما ومتعديا. وقوله: ﴿قامُوا﴾ امتنعوا من الحركة، وليس المراد القيام الذي يضاد القعود، ﴿وَلَوْ شاءَ اللهُ﴾ لزاد في قصيف الرعد، فذهب بسمعهم أو زاد في وميض البرق، فذهب بأبصارهم.
﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشًا وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلّهِ أَنْدادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (٢٤)﴾
وأكثر ما في القرآن ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ﴾ يراد به أهل مكة، وأكثر ما فيه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا *﴾ يراد به: أهل المدينة، وقوله: ﴿خَلَقَكُمْ﴾ يجوز أن يريد به: اعبدوا الرب الذي خلق ولا تعبدوا ربّا غيره (٤ /أ)؛ كقوله: ﴿أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ﴾ [يوسف: ٣٩] ويجوز أن يراد به الثناء؛ كقوله: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: ١].
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ معطوف على مفعول ﴿خَلَقَكُمْ﴾. وقوله ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ﴾ يجوز أن يكون مفعول قوله: ﴿رِزْقًا لَكُمْ﴾، ويجوز أن يكون المجرور، وقد سدّ مسدّ الخبر؛ كقوله: ﴿وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا﴾ [مريم: ٥٠] وتقديره: أخرج به بعض الثمرات. و﴿رِزْقًا﴾ على هذا: مفعول من أجله، و﴿لَكُمُ﴾ معمول للمفعول من أجله.
الند: المثل المناوئ، مأخوذ من: ند البعير إذا نفر.
وقوله: ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ يجوز أن يكون محذوف المفعول لا يراد، تقديره كأنه قال:
وأنتم من أهل العلم، ويجوز أن يراد له مفعول، ويحتمل وجهين:
أحدهما: وأنتم تعلمون أنه متعال عن الأنداد، وثانيهما: أن تكون تلك الآلهة التي عبدت لا تصلح أن تكون له أندادا.
وقوله: ﴿مِنْ مِثْلِهِ﴾ الهاء في ﴿مِثْلِهِ﴾ تعود إلى القرآن. وقيل: تعود إلى النبي، والتقدير: ائتوا بقرآن يلقي به رجل أمي لم يصحب العلماء ولم يقرأ الكتب كقوله: ﴿وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ﴾ [العنكبوت: ٤٨] وهذا ضعيف؛ لأنه يخرج القرآن عن أن
1 / 59