443

Tafsir Al-Nasafi

تفسير النسفي

Editor

يوسف علي بديوي

Penerbit

دار الكلم الطيب

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1419 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tafsiran
لا يقدر عليها إلا الله وبعضهم ذهبوا إلى آلهة ثلاثة الله ومريم والمسيح وأنه ولد الله من مريم ومن في قوله ﴿وما من إلهٍ إلاّ إلهٌ واحد﴾ للاستغراق أي وما إله قط في الوجود إلا إنه موصوف بالوحدانية لا ثاني له وهو الله وحده لا شريك له وفي قوله ﴿وإن لّم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الّذين كفروا منهم﴾ للبيان كالتى فى فجتنبوا الرجس من الأوثان ولم يقل ليمسنهم لأن في إقامة الظاهر مقام المضمر تكرير للشهادة عليهم بالكفر أو للتبعيض أي ليمسن الذين بقوا على الكفر منهم لأن كثيرًا منهم تابوا عن النصرانية ﴿عذابٌ أليمٌ﴾ نوع شديد الألم من العذاب
أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٤)
﴿أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه﴾ ألا يتوبون بعد هذه الشهادة المكررة عليهم بالكفر وهذا الوعيد الشديد مما هم عليه وفيه تعجيب من إصرارهم ﴿والله غفورٌ رّحيمٌ﴾ يغفر لهؤلاء إن تابوا ولغيرهم
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٧٥)
﴿مّا المسيح ابن مريم إلاّ رسولٌ﴾ فيه نفي الألوهية عنه ﴿قد خلت من قبله الرسل﴾ صفة الرسول أي ما هو إلا رسول من جنس الرسل الذين خلوا من قبله وإبراؤه الأكمه والأبرص وإحياؤه الموتى لم يكن منه لأنه ليس إلها بل الله أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى على يده كما أحيا العصا وجعلها حية تسعى على يد موسى وخلقه من غير ذكر كخلق آدم من غير ذكر وأنثى ﴿وأمُّهُ صِدِّيقَةٌ﴾ أي وما أمه أيضًا إلا كبعض النساء المصدقات للأنبياء المؤمنات بهم ووقع اسم الصديقة عليهم لقوله تعالى ﴿وصدقت بكلمات ربها وكتبه﴾ ثم أبعدهما عما نسب إليهما بقوله ﴿كانا يأكلان الطّعام﴾ لأن من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام

1 / 465