434

Tafsir Al-Nasafi

تفسير النسفي

Editor

يوسف علي بديوي

Penerbit

دار الكلم الطيب

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1419 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tafsiran
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥)
عقب النهي عن موالاة من تجب معاداتهم ذكر من تحب موالاتهم بقوله ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا﴾ وإنما يفيد اختصاصهم بالموالاة ولم يجمع الولي وإن كان المذكور جماعة تنبيهًا على أن
المائدة (٥٥ - ٥٩)
الولاية لله أصل ولغيره تبع ولو قيل إنما أولياؤكم الله ورسوله والذين آمنوا لم يكن في الكلام أصل وتبع ومحل ﴿الذين يُقِيمُونَ الصلاة﴾ الرفع على البدل من الذين آمنوا أو على هم الذين أو النصب على المدح ﴿ويؤتون الزكاة﴾ والواو في ﴿وَهُمْ راكعون﴾ للحال أي يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة قيل إنها نزلت فى على رضى الله عنه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجًا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته وورد بلفظ الجمع وإن كلان السبب فيه واحدًا ترغيبًا للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوباه والآية تدل على جواز الصدقة في الصلاة وعلى أن الفعل القليل لا يفسد الصلاة
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)
﴿ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا﴾ يتخذه وليًا أو يكن وليًا ﴿فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغالبون﴾ من إقامة الظاهر مقام الضمير أي فإنهم هم الغالبون أو المراد بحزب الله الرسول والمؤمنون صأى ومن يتولهم فقد تولى حزب الله واعتضد بمن لا يغالب وأصل الحزب القوم يجتمعون الأمر حزبهم أي أصابهم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧)
وروي أن رفاعة بن زيد وسويد بن الحرث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما فنزل ﴿يا أيها الذين آمنوا لاَ تَتَّخِذُواْ الذين اتخذوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا﴾ يعني اتخاذهم دينكم هزوًا ولعبًا لا يصح أن يقابل باتخاذكم إياهم أولياء بل يقابل ذلك بالبغضاء والمنابذة ﴿مِنَ الذين أُوتُواْ

1 / 456