373

Tafsir Al-Nasafi

تفسير النسفي

Editor

يوسف علي بديوي

Penerbit

دار الكلم الطيب

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1419 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tafsiran
الله عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ فلا يعاقب الذنب غير فاعله
وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (١١٢)
﴿وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً﴾ صغيرة ﴿أَوْ إِثْمًا﴾ أو كبيرة أو الأول ذنب بينه وبين ربه والثاني ذنب في مظالم العباد ﴿ثُمَّ يَرْمِ به بريئا﴾ كما رمى
النساء (١١٢ - ١١٥)
طعمة زيدًا ﴿فَقَدِ احتمل بهتانا﴾ كذبًا عظيمًا ﴿وإثما مبينا﴾ ذنبا ظاهرا وهذا لأنه يكسب الإثم آثم ويرمى البرئ باهت فهو جامع بين الأمرين والبهتان كذب ببهت من قيل عليه مالا علم له به
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (١١٣)
﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ﴾ أي عصمته ولطفه من الإطلاع على سرهم ﴿لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ﴾ من بني ظفر أو المراد بالطائفة بنو ظفر والضمير في منهم يعود إلى الناس ﴿أَن يُضِلُّوكَ﴾ عن القضاء بالحق وتوخي طريق العدل مع علمهم بأن الجاني صاحبهم ﴿وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ﴾ لأن وباله عليهم ﴿وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ﴾ لأنك إنما عملت بظاهر الحال وما كان يخطر ببالك أن الحقيقة على خلاف ذلك ﴿وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الكتاب﴾ القرآن ﴿والحكمة﴾ والسنة ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾ من أمور الدين والشرائع أو من خفيات الأمور وضمائر القلوب ﴿وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ فيما علمك وأنعم عليك
لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (١١٤)
﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ﴾ من تناجي الناس ﴿إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ﴾ إلا نجوى من أمر وهو مجرور وبدل من كثير أو من نجواهم أو منصوب على الانقطاع بمعنى ولكن من أمر بصدقة خفي نجواه الخير ﴿أَوْ مَعْرُوفٍ﴾ أي قرض أو إغاثة ملهوف أو كل جميل أو المراد بالصدقة الزكاة وبالمعروف التطوع ﴿أَوْ إصلاح بَيْنَ الناس﴾ أي

1 / 395