346

Tafsir Al-Nasafi

تفسير النسفي

Penyiasat

يوسف علي بديوي

Penerbit

دار الكلم الطيب

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1419 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tafsiran
ارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة ﴿إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر﴾ أي إن الإيمان يوجب الطاعة دون العصيان ودلت الآية على أن طاعة الأمراء واجبة إذا وافقوا الحق فإذا خالفوه فلاطاعة لهم لقوله ﵇ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق وحكى أن مسلمة ابن عبد الملك بن مروان قال لأبي حازم ألستم أمرتم بطاعتنا بقوله ﴿وأولي الأمر منكم﴾ فقال أبو حازم أليس قد نزعت الطاعة عنكم إذا خالفتم الحق بقوله ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾ إلى القرآن والرسول في حياته وإلى أحاديثه بعد وفاته ﴿ذلك﴾ إشارة إلى الرد أى الردإلى الكتاب والسنة ﴿خَيْرٌ﴾ عاجلًا ﴿وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ عاقبة
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (٦٠)
كان بين بشر المنافق ويهودي خصومة فدعاه اليهودى إلى النبى ﷺ لعلمه أنه لا يرتشى ودعا المنافق إلى كعب بن الأشرف ليرشوه فاحتكما إلى النبى ﵇ فقضى لليهود فلم يرض المنافق وقال تعالى نتحاكم إلى عمر فقال االيهودى لعمر رضى الله عنه قضى لى رسول الله ﷺ فلم يرض بقضائه فقال عمر للمنافق أكذلك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج إليكما فدخل عمر فأخذ سيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق فقال هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزل ﴿ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾ وقال جبريل ﵇ إن عمر فرق بين الحق والباطل فقال له رسول الله ﷺ أنت الفاروق ﴿يُرِيدُونَ﴾ حال من الضمير في يزعمون ﴿أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطاغوت﴾ أي كعب بن الأشرف سماه الله طاغوتًا لإفراطه في الطغيان وعداوة رسول الله ﵇ أو على التشبيه بالشيطان أو جعل اختيار

1 / 368