تفسير قوله تعالى: (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن)
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا﴾ [طه:١١٢].
(من) هنا للتبعيض، لم يطلب من الإنسان بأن يفعل جميع أنواع الصالحات، فهو أضعف من ذلك وأعجز، ولكن على الأقل يعمل من الصالحات بعضها حسب أمره، وهذا يفسره قول النبي ﵊: (ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم).
أمرنا الله تعالى بالتطهر ماءً، فإن عجزنا عن الماء لمرض ونحوه ننتقل للصعيد الطيب، وأمرنا بالصلاة قيامًا، فإن عجزنا لمرض أو لركوب طائرة صلينا جلوسًا؛ لأنه لا يمكن للمريض وكذلك راكب الطائرة إلا ذلك.
قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ [طه:١١٢]: أي: لا بد من شرط الإيمان، فلا صلاة ولا زكاة ولا عبادة إن لم يكن هناك إيمان.