Tafsir Al-Muntasir Al-Kattani
تفسير المنتصر الكتاني
Genre-genre
بيان معنى قوله تعالى: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)
قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ﴾ [الكهف:١٣].
أي: جمع فتى، وهو الشاب الحدث، فهؤلاء الذين غابوا في الكهف كانوا شبابًا فروا بدينهم وعقيدتهم من الكفر والطغيان وعبادة الأوثان، ومن جبروت دقيانوس الوثني ملك الروم آنذاك.
قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف:١٣].
فهؤلاء الفتية الشباب تركوا قومهم واعتزلوهم؛ لأنهم استنكروا وثنيتهم وعبادتهم للأصنام من دون الله، فهم قد آمنوا بالله الواحد القهار ﷻ، وبأن كل ما في الكون من خلقه، فلا شريك له ولا معين، ولا ولي له من ذل، ولا شريك له في الملك ﷻ.
يقول تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ﴾ [الكهف:١٣]، أي: آمنوا بالله الخالق ﴿وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف:١٣]، أي: زدناهم هداية واطمئنانًا وبصيرة وتمسكًا بالحق من غير شك ولا مين ولا تردد.
فهؤلاء الفتية كانوا شبابًا أحداثا مؤمنين بربهم، فروا بدينهم، فزادهم الله تثبيتًا، وزادهم بصيرة، وزادهم في توحيدهم هداية، ولم يتأثروا بشرك مشرك، ولم يهابوا طغيان طاغية، وثبتوا على ذلك، وكانوا على بصيرة من أمرهم.
والربط على القلب يعني الثبات واليقين وعدم التردد والشك والميل في العقيدة.
3 / 4