148

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Editor

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Penerbit

دار الكتاب الثقافي الأردن

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

٢٠٠٨ م

Lokasi Penerbit

إربد

Genre-genre

فجمعوا الحليّ وكان السامريّ صائغا فاتخذ من ذلك عجلا، فصار العجل جسدا له خوار، فعبدوه فذلك قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ﴾ (٥١).
قال ابن عباس: (فصار عجلا له لحم ودم وشعر).وقيل: جعل فيه خروقا فكان الريح تقع في تلك الخروق فيسمع منها مثل الخوار، فأوهمهم أن ذلك الصوت خواره. وقوله تعالى: ﴿(مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ)﴾ أي من بعد انطلاق موسى إلى الجبل، ﴿(وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ)﴾ أي ضارّون لأنفسكم بالمعصية؛ واضعون العبادة في غير موضعها.
وفي قوله: ﴿(واعَدْنا)﴾ خلاف بين القرّاء؛ فقرأ أبو عمرو ويعقوب: «(وعدنا)» بغير ألف في جميع القرآن. وقرأ الباقون بالألف؛ وهي قراءة ابن مسعود. فمن قرأ بغير ألف؛ قال: لأنّ الله تعالى هو المنفرد بالوعد. والقرآن ينطق به كقوله: ﴿وَعَدَ اللهُ﴾ (^١) و﴿إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ﴾ (^٢) ونحوها. ومن قرأ بالألف فقال: قد تجيء المفاعلة من واحد؛ كقولهم: عاقبت اللّصّ؛ وعافاك الله؛ وطارقت النعل؛ وسافر؛ ونافق.
قال أهل اللغة: الوعد في الخير؛ والوعيد في الشّرّ؛ قال الشاعر (^٣):
وإنّي إذا أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز وعدي
والعجل والعجول: ولد البقرة.
إنّما قرن التاريخ بالليل دون النهار؛ لأن العرب وضعت التاريخ على سنين القمر؛ وإنّما يهلّ بالليل. وقيل: لأن الظلمة أقدم من الضوء؛ والليل خلق قبل النهار؛ قال الله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ﴾ (^٤).

(^١) النور ٥٥/.
(^٢) إبراهيم ٢٢/.
(^٣) البيت لعامر بن الطفيل كما في لسان العرب (وعد).
وإنّي، إن أوعدته أو وعدته لأخلف إيعادي وأنجز موعدي يقال: وعدته خيرا، ووعدته شرّا؛ فإذا لم يذكر واحدا منهما قلت: في الخير: وعدته، وفي الشر: أوعدته. قاله الهروي في الغريبين.
(^٤) يس ٣٧/.

1 / 165