138

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Editor

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Penerbit

دار الكتاب الثقافي الأردن

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

٢٠٠٨ م

Lokasi Penerbit

إربد

Genre-genre

أمي فأقتلها، فتأخّر يعقوب وخرج عيص وأخذ يعقوب بعقبه فخرج بعده فسمي يعقوب؛ فلذلك سمي عيصا لمّا عصي فخرج قبل يعقوب وكان عيص أحبهما إلى أبيه؛ وكان يعقوب أحبّهما إلى أمه؛ وكان عيص صاحب صيد؛ فلما كبر إسحاق وعمي قال لعيص: يا بنيّ أطعمني لحم صيد واقترب مني حتى أدعو لك بدعاء دعا لي به أبي إبراهيم ﵇ وكان عيص رجلا أشعر؛ وكان يعقوب أجرد، فخرج عيص وطلب الصيد، فقالت أمه ليعقوب: يا بنيّ اذهب إلى الغنم فاذبح شاة منها ثم اشوها والبس جلدها وقدّمها إلى أبيك، وقل أنا ابنك عيص، ففعل ذلك يعقوب، فلما جاء قال: يا أبتاه، كل. قال: من أنت؟ قال: ابنك عيص. فمسّه فقال: المسّ مسّ عيص والريح ريح يعقوب، فقالت أمه: هو ابنك عيص فادع له. قال: قدّم طعامك. فقدمه فأكل منه، ثم قال: ادن مني، فدنى منه فدعا له أن يجعل الله في ذرّيته الأنبياء والملوك.
وذهب يعقوب فجاء عيص، فقال: قد جئتك بالصيد الذي أردته، قال: يا بني قد سبقك أخوك يعقوب، فغضب وقال: والله لأقتلنّه. فقال إسحاق: يا بني قد بقيت لك دعوة فهلمّ أدعو لك بها، فدعا أن تكون ذريته عدد التراب؛ وأن لا يملكهم أحد غيرهم (^١).
قوله تعالى: ﴿اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ؛﴾ أي احفظوا واشكروا.
قال الحسن: (ذكر النّعمة شكرها) (^٢).قال رسول الله ﷺ: [المتحدّث بنعم الله شاكر، وتاركها كافر] (^٣).وقوله تعالى: (نعمتي) أراد نعمي؛ لفظها واحد ومعناها

(^١) ينظر: الكتاب المقدس: سفر التكوين: إسحاق يبارك يعقوب (٢٧):ص ٣٢.طبعة العهد الجديد، الإصدار الرابع (١٩٩٣)،الطبعة الثلاثون، جمعية الكتاب المقدس لبنان.
(^٢) في الدر المنثور: ج ٨ ص ٥٤٦؛ قال السيوطي: «وأخرج البيهقي عن الحسن قال: أكثروا ذكر هذه النعمة، فإن ذكرها شكر» ونقل عن ابن أبي حاتم قال: «عن الحسن بن علي في قوله تعالى: وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قال: (إذا أصبت خيرا فحدّث إخوانك) ..».وأخرج ابن جرير الطبري في جامع البيان عن أبي نضرة قال: «كان المسلمون يرون أن من شكر النعمة أن يحدّث بها».
(^٣) عن أنس بن بشير قال: قال رسول الله ﷺ على المنبر: [من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة]. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: باب في در السّلام: فصل في المكافأة بالصنائع: الحديث-

1 / 155