Pemandu Akal yang Sihat kepada Kecemerlangan Kitab Suci

Abu'l-Su'ud Efendi d. 982 AH
103

Pemandu Akal yang Sihat kepada Kecemerlangan Kitab Suci

تفسير أبي السعود

Penerbit

دار إحياء التراث العربي

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tafsiran
البقرة (٦٠ - ٥٩)
﴿فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ﴾ بما أُمروا به من التوبة والاستغفار بأن أعرضوا عنه وأوردوا مكانه ﴿قَوْلًا﴾ آخرَ مما لا خيرَ فيه رُوي أنهم قالوا مكانَ حِطة حِنْطة وقيل قالوا بالنبطية حطا سمقاثا يعنون حنطةً حمراءَ استخفافًا بأمر الله ﷿ ﴿غَيْرَ الذى قِيلَ لَهُمْ﴾ نعتٌ لقولا وإنما صُرِّح به مع استحالة تحقُّق التبديلِ بلا مغايَرةٍ تحقيقًا لمخالفتهم وتنصيصًا على المغايرة من كلِّ وجه ﴿فَأَنزَلْنَا﴾ أي عقيب ذلك ﴿عَلَى الذين ظَلَمُواْ﴾ بما ذكر من التبديل وإنما وُضِعَ الموصولُ موضعَ الضَّميرِ العائد إلى الموصول الأول للتعليل والمبالغةِ في الذم والتقريع وللتصريح بأنهم بما فعلوا قد ظلموا أنفسَهم بتعريضها لسخط الله تعالى ﴿رِجْزًا مّنَ السماء﴾ أي عذابًا مقدّرًا منها والتنوينُ للتهويل والتفخيم ﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ بسببِ فِسقهم المستمرِّ حسبما يفيده الجمعُ بينَ صيغتي المَاضِي والمستقبل وتعليلُ إنزال الرجزِ به بعد الإشعار بتعليله بظلمهم للإيذان بأن ذلك فسقٌ وخروجٌ عن الطاعة وغلوٌّ في الظلم وأن تعذيبَهم بجميع ما ارتكبوه من القبائح لا بعدم توبتهم فقط كما يُشعِرُ به ترتيبُه على ذلك بالفاء والرِّجْزُ في الأصل ما يُعاف عنه وكذلك الرجس وقرئ بالضم وهو لغة فيه والمراد به الطاعونُ روي أنه مات به في ساعة واحدةٍ أربعةٌ وعشرون ألفًا
﴿وَإِذِ استسقى موسى لِقَوْمِهِ﴾ تذكير لنعمةٍ أخرى كفروها وكان ذلك في التيه حين استولى عليهم العطشُ الشديد وتغييرُ الترتيب لما أشير إليه مرارًا من قصد إبرازِ كلَ من الأمور المعدودة في معرِض أمرٍ مستقلَ واجبِ التذكير والتذكرِ ولو رُوعي الترتيبُ الوقوعيُّ لفُهم أن الكلَّ أمرٌ واحد أُمر بذكره واللام متعلقة بالفعل أي استسقى لأجل قومه ﴿فَقُلْنَا اضرب بّعَصَاكَ الحجر﴾ رُوي أنه كان حَجَرًا طوريًا مكعبًا حمله معه وكان ينبُع من كل وجه منه ثلاث اعين يسيل كلُّ عين في جدول إلى سبط وكانوا ستمائة ألفٍ وسعةَ المعسكر اثنيْ عشَرَ ميلًا أو كان حجَرًا أهبطه الله تعالى مع آدمَ ﵇ من الجنة ووقع إلى شُعيبٍ ﵇ فأعطاه موسى ﵇ مع العَصا أو كان هو الحجرَ الذي فرَّ بثوبِه حينَ وضعَه عليه ليغتسل وبرّأه الله تعالى به عما رمَوْه به من الأَدَرَة فأشار إليه جبريلُ ﵇ أنْ يحمِلَه أو كان حَجَرًا من الحجارة وهو الأظهر في الحجة قيل لم يؤمَرْ ﵇ بضرب حجر بعينه ولكن لما قالوا كيف بنا لو أفضينا إلى أرض لا حجارة بها حَملَ حجَرًا في مخلاتِه وكان يضربه بعصاه إذا نزل فيتفجَّر ويضرِبُه إذا ارتحل فييبَس فقالوا إنْ فقَد موسى عصاه مِتْنا عطشًا فأَوْحَى الله تعالى إليه أن لا تقرَعِ الحجَر وكلِّمْه يُطِعْك لعلهم يعتبرون وقيل كان الحجر من رُخام حجمُه ذِراعٌ في ذراع والعصا عشرةُ أذرُعٍ على طوله ﵇

1 / 105