122
قوله : { والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا } أي لا يموتون ولا يخرجون منها أبدا { وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا } أي لا أحد .
قوله : { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا } .
قال الحسن : قالت اليهود للمؤمنين : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن أهدى منكم . وقال المؤمنون : كذبتم؛ إنا صدقنا بكتابكم ونبيكم وكذبتم بكتابنا ونبينا ، وكتابنا القاضي على ما قبله من الكتب؛ فأنزل الله : { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا } .
ذكروا أن أبا بكر الصديق قال : يا رسول الله ، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ فقال له النبي عليه السلام : « أي آية يا أبا بكر؟ قال يقول الله : { من يعمل سوءا يجز به } . قال : يغفر الله لك يا أبا بكر ، ألست تمرض ، ألست تحزن ، ألست تصيبك اللأواء؟ قال : بلى ، قال : فهو ما تجزون به » .
قال مجاهد : هذا في مشركي قريش : قالوا : لن نبعث ولن نعذب .
ذكروا عن أمية أنها سألت عائشة عن قوله تعالى : { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } [ البقرة : 284 ] ، وعن قوله : { من يعمل سوءا يجز به } فقالت : ما سألني عنها أحد منذ سألت عنها رسول الله A فقال : « يا عائشة هذه متابعة الله على العبد بما يصيبه من الحمى والحزن والشوكة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه ، حتى أن المؤمن ليخرج من خطاياه كما يخرج التبر الأحمر من الكير » .
Halaman 270