109
ثم أقبل على قوم الأنصاري فقال : { ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا } أي حافظا لأعمالهم في تفسير الحسن . قال الحسن : ثم استتابه الله فقال :
{ ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } .
قال : { ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا } يعني اليهودي أنه منها بريء { فقد احتمل بهتانا } والبهتان الكذب { وإثما مبينا } أي بينا .
قال الحسن : ثم أقبل على النبي وقال : { ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك } فيما أرادوا من النبي أن يعذر صاحبهم { وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } .
ثم قال : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } . قال الحسن : فلما أنزل الله في الأنصاري ما نزل [ استحيى أن يقيم بين المسلمين ] فلحق بالمشركين فأنزل الله .
{ ومن يشاقق الرسول } والشقاق في تفسير بعضهم الفراق . وقال بعضهم : ومن يشاقق الرسول ، أي : ومن يخالف الرسول { من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين } أي غير دين المؤمنين { نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } .
Halaman 267