143

Tafsir

تفسير الهواري

Genre-genre

7

قوله : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } قال بعضهم : المحكم هو الناسخ الذي يعمل به ، فأحل الله فيه حلاله وحرم وحرامه ، والمتشابه هو المنسوخ الذي لا يعمل به ويؤمن به . وتفسير الكلبي : هو الم ، والر ، المر ، والمص ، وأشباه ذلك .

وبلغنا عن أبي حازم عن ابن عباس قال : هو التقديم والتأخير ، والمقطوع والموصول ، والخاص والعام ، وتفسير مجاهد : { هن أم الكتاب } ، يعني ما فيه من الحلال والحرام ، وما سوى ذلك فهو المتشابه .

قوله : { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه } والزيغ : الشك . وتفسير الكلبي أنها في النفر من اليهود الذين دخلوا على النبي عليه السلام : كعب بن الأشرف وأصحابه . وقد فسرنا ذلك في سورة البقرة .

ذكروا عن عائشة أنها قالت : إن رسول الله A قرأ هذه الآية فقال : « قد سماهم الله لكم؛ فإذا رأيتموهم فاحذروهم » .

ذكروا عن ابن عباس أنه قال : تلا رسول الله A هذه الآية فقال : « أرأيتم الذين يجادلون فيه ، فهم الذين سمى الله؛ فإذا رأيتموهم فلا تجالسوهم ، أو قال : فاحذروهم » .

قوله : { ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا } . كان الكلبي يقول : { ابتغاء الفتنة } أي : ابتغاء الشرك يعني أولئك اليهود . وقال الحسن : { ابتغاء الفتنة } أي : ابتغاء الضلالة ، { وابتغاء تأويله } ، أي ابتغاء الحرابة . وقال الكلبي : هو ما نظر فيه أولئك اليهود من ألم وأشباه ذلك ، وكانوا حملوه على حساب الجمل ، حساب بقاء هذه الأمة زعموا حين التبس عليهم ، قال : { وما يعلم تأويله } أي : تأويل ما كتب الله لهذه الأمة من الأكل ، { إلا الله } ، فقال عند ذلك عبد الله بن سلام والنفر الذين أسلموا من اليهود ، وهم الراسخون في العلم : { ءامنا به كل من عند ربنا } . هذا تفسير الكلبي .

وبلغنا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أنزل القرآن على أربعة أوجه : حلال وحرام لا يسع الناس جهله ، وتفسير يعلمه العلماء ، وعربية يعرفها العرب ، وتأويل لا يعمله إلا الله ، يقول الراسخون في العلم : آمنا به كل من عند ربنا . ذكر بعض المفسرين قال : نزل القرآن على ست آيات : آية مبشرة ، وآية منذرة ، وآية فريضة ، وآية تأمرك ، وآية تنهاك ، وآية قصص وأخبار .

قوله : { وما يذكر إلا أولوا الألباب } أي أولو العقول ، وهم المؤمنون .

قوله : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } . قال الحسن : هذا دعاء أمر الله المؤمنين أن يدعوا به . وقال الكلبي : هم النفر الذين أسلموا من اليهود : عبد الله بن سلام وأصحابه .

Halaman 143