فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بماء، فغسل عنه ذلك الدم.
ثم قال: أدن مني فدنا منه، فوضع يده على موضحته - وقد كان يجد من ألمها ما لا صبر [له] معه - ومسح يده عليها، وتفل فيها [فما هو إلا أن فعل ذلك] حتى اندمل وصار كأنه لم يصبه شئ قط.
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا عبد الله، الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم (١) لتسلم [لهم] (٢) طاعاتهم ويستحقوا عليها ثوابها.
فقال عبد الله بن يحيى: يا أمير المؤمنين! [و] إنا لا نجازى بذنوبنا إلا في الدنيا؟
قال: نعم أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وآله: الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر؟
يطهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما يبتليهم [به] من المحن، وبما يغفره لهم، فان الله إن الله تعالى يقول: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/42/30" target="_blank" title="الشورى: 30">﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير﴾</a> (3) حتى إذا وردوا القيامة، تو فرت عليهم طاعاتهم وعباداتهم. (4) وان أعداء محمد وأعداءنا (5) يجازيهم على طاعة تكون منهم في الدنيا - وإن كان لا وزن لها لأنه لا إخلاص معها - حتى إذا وافوا القيامة، حملت عليهم ذنوبهم وبغضهم لمحمد صلى الله عليه وآله وخيار أصحابه، فقذفوا لذلك في النار.
ولقد سمعت محمدا صلى الله عليه وآله يقول: إنه كان فيما مضى قبلكم رجلان أحدهما مطيع [لله مؤمن] والآخر كافر به مجاهر بعداوة أوليائه وموالاة أعدائه، ولكل واحد منهما ملك عظيم في قطر من الأرض، فمرض الكافر فاشتهى سمكة في غير أوانها، لان ذلك الصنف من السمك كان في ذلك الوقت في اللجج حيث لا يقدر عليه، فآيسته الأطباء من نفسه وقالوا [له]: استخلف على ملكك من يقوم به، فلست (6) بأخلد من أصحاب (7)
Halaman 23